قالت مصادر محلية وحقوقية، الثلاثاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025م، إن جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، نفذت خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات طالت نحو تسعة على الأقل من موظفي الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها بقوة السلاح.
وبحسب المصادر، شملت الحملة موظفاً في برنامج الأغذية العالمي، وآخر في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وثالثاً في مكتب المنظمة بمحافظة صعدة، ورابعاً في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وخامسًا في إدارة الأمم المتحدة للأمن والسلامة (UNDSS)، إلى جانب آخرين لم يُكشف عن هوياتهم بعد.
وأوضحت أن مسلحين من جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة داهموا منازل الموظفين واقتادوهم إلى جهة مجهولة بعد تفتيش دقيق لمساكنهم بمشاركة الجناح النسائي المعروف باسم "الزينبيات"، مشيرة إلى أن فرق المداهمة صادرت الوثائق والأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف المحمولة الخاصة بأسر المعتقلين.
بدوره، ندَّد الأمين العام للأمم المتحدة بمواصلة الجماعة الحوثية حملة الاعتقالات التي تطال موظفي المنظمة الدولية والعاملين في المجال الإنساني، مؤكداً اعتقال الحوثيين تسعة موظفين، ليرتفع إجمالي عدد الموظفين الأمميين المعتقلين تعسفًا منذ عام 2021 إلى 53 موظفًا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في بيان صدر في نيويورك، إن "هذه الإجراءات تُعيق قدرة الأمم المتحدة على العمل وتقديم المساعدات الأساسية، وتثير قلقاً بالغاً على سلامة موظفيها".
وأكد البيان أن الأمين العام "يدين بشدة استمرار الاعتقالات التعسفية والاستيلاء غير القانوني على مباني وأصول الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".
ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، مشدداً على أن مباني المنظمة وأصولها "مصونة ويجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات".
وأكد الأمين العام أن الأمم المتحدة "ستواصل بلا كلل جهودها لضمان الإفراج الآمن والفوري عن جميع موظفيها المحتجزين"، مجدداً التزام المنظمة بدعم الشعب اليمني وتطلعاته إلى سلام عادل ودائم رغم ما تواجهه من تحديات غير مسبوقة في الميدان.
وتأتي هذه الحملة في حين لا تزال الجماعة تستولي على مقري برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في صنعاء، منذ مداهمتهما عقب الغارة الجوية التي استهدفت في نهاية أغسطس (آب) الماضي اجتماعاً سرياً لحكومة الحوثيين، نتج منها مقتل رئيسها وتسعة من وزرائها في هجوم أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه.
وكانت الأمم المتحدة وجَّهت سلسلة دعوات إلى الجماعة الحوثية طالبت فيها بوقف الاعتقالات وإطلاق سراح عشرات الموظفين المحتجزين منذ أكثر من عام، لكن الجماعة تجاهلت جميع المناشدات واستمرت في تنفيذ حملات جديدة تحت ذرائع أمنية.
وفي وقت سابق، أعلنت المنظمة نقل مكتبها الرئيس من صنعاء إلى عدن، وعلّقت معظم أنشطتها الميدانية في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد أن خفّضت برامج المساعدات إلى أدنى مستوياتها، مقتصرةً على التدخلات المنقذة للحياة.
ووفقاً لتقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي، فقد أدت القيود المفروضة من قِبل الحوثيين إلى عرقلة ما يزيد على 70 في المائة من عمليات الإغاثة خلال العام الماضي، ومنع فرق التقييم من الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات والجوع في محافظات الحديدة وحجة وإب.
في السياق، نشرت عضو لجنة التحقيق الوطنية في انتهاكات حقوق الإنسان، القاضية إشراق المقطري، قائمة أولية بأسماء موظفي الأمم المتحدة الذين اعتقلتهم جماعة الحوثي في صنعاء، موضحةً أنهم اختُطفوا خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين.
أسماء المختطفين:
▪ أحمد ضبـيان – موظف في إدارة الأمم المتحدة للأمن والسلامة (UNDSS).
▪ محمود سعيد عثمان – موظف في إدارة الأمن والسلامة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF).
▪ غسّان شرف الدين – موظف في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA – Yemen).
▪ ربيع الشيباني – مسؤول البروتوكول (Protocol Officer) في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news