الحاضر المغيَّب في سجون عصابة الحوثي .. غازي الأحول.. 47 يوماً من التغييب المر
لم يكن غازي الأحول، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، مجرد اسم في قائمة السياسيين أو رقمًا في سجل المناصب، بل كان صوتًا وطنيًّا حرًّا، ورمزًا للنضال السلمي، يجمع بين الحكمة والشجاعة والثبات على المبدأ. كان صوته يمثل ضمير شعب، وموقفه مرآةً لكرامة وطن يرزح تحت نير الظلم والقمع.
في 20 أغسطس الماضي، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على اختطاف غازي الأحول، وإخفائه قسرًا في سجون سرية تتبع جهاز ما يسمى بـ"الأمن والمخابرات" التابع لها في العاصمة المختطفة صنعاء، ضمن سلسلة من الانتهاكات المستمرة ضد قيادات ونشطاء المؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرتها. ولم يكن هذا الحدث معزولًا، بل جاء قبل أيام قليلة من الذكرى الـ43 لتأسيس المؤتمر الشعبي، التي منعت المليشيا إحياءها، في محاولة لطمس صوت التاريخ وإخماد شعلة الانتماء الوطني.
47 يومًا مرت منذ ذلك الاختطاف.. أيام لم تكن مجرد أرقام تمضي، بل وجعٌ يوميٌّ تعيشه عائلة غازي الأحول، وقلقٌ ينهش قلوب محبيه، وجرسُ إنذارٍ يدق في وجدان كل يمني حر. لكن، وكما علمنا التاريخ، فإن غياب الأجساد لا يعني غياب الأثر، وإن تغييب الصوت لا يُسكت الحقيقة.
إنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها عصابة الحوثي الإرهابية سياسة الترهيب والاختطاف بحق السياسيين والمواطنين، فمع اقتراب كل مناسبة وطنية، وعلى رأسها ذكرى ثورة 26 سبتمبر، تبدأ حملات قمع واسعة تطال المئات من النشطاء والمواطنين وحتى الأطفال، لمجرد رفعهم العلم الوطني أو استماعهم لأغانٍ تعبّر عن حبهم لليمن.
غازي الأحول ابن محافظة شبوة، وإن غُيّب خلف القضبان، لا يزال حاضرًا في ضمير كل مناضل، وفي ذاكرة كل بيت يمني حر. حضوره لا يُقاس بالمسافات، بل بالمواقف التي لا تموت، والإرث النضالي الذي لا يُمحى.
في وجه هذا القمع الممنهج، لا يسعنا إلا أن نرفع أصواتنا، ونجدد العهد بالوفاء لهذا القائد، ولكل المختطفين والمخفيين قسرًا في سجون الحوثي. فحرية غازي الأحول ليست مطلبًا سياسيًّا فحسب، بل قضية وطنية وأخلاقية، تعني كل يمني يؤمن بالحرية والعدالة والكرامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news