بروفايل: كي تعرف لماذا أصبح عبدالرب الشدادي مؤسس الجمهورية الثانية

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 91 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بروفايل: كي تعرف لماذا أصبح عبدالرب الشدادي مؤسس الجمهورية الثانية

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” كمال محمد:

في السابع من أكتوبر عام 2016، لم يسقط الشدادي مجرد لواء عسكري في صرواح؛ بل ارتقى مؤسس الجمهورية الثانية كما يطلق عليه اليمنيون؛ القائد الذي وقف حائلاً أمام سقوط مأرب بيد جماعة الحوثي، تاركاً وراءه إرثاً حافلاً في ذاكرة الأجيال.

لفهم الرجل، يجب العودة إلى بداياته عندما وجد نفسه بين خياري الأوامر والمبادئ. فعندما كان ضابطًاً صغيراً، كلف الشدادي بمهمة حراسة شحنة ضخمة من باب المندب إلى صنعاء، كان عنوانها أنها أسلحة للجيش، لكنه اكتشف أن الشاحنات كانت تحمل خمورًا مستوردة.

هنا، يواجه الشدادي اختبارًا عسكريًا لا يوجد في أي منهج؛ الصراع بين أمر القيادة وضمير الجندي.

ماذا فعل؟ لم يتردد، ولم يخشَ العواقب؛ عاد بالشاحنات إلى معسكر خالد بتعز، وقام بإتلاف الحمولة بأكملها، مُحوِّلاً ساحة المعسكر إلى بركة من الكحول.

كانت هذه هي اللحظة الفاصلة التي صنعت القائد، والنتيجة كانت محاكمة قاسية بتهمة “الخيانة العظمى” وكاد يفقد حياته، ليصدر في حقه قرار بالعفو متبوعًا بـالفصل من الخدمة.

لكن الموقف الذي جعله مُدانًا عسكريًا، جعله أيقونة للشرف في قلوب القلة التي أدركت قيمة فعله. وبسبب هذه الشجاعة النادرة، عاد إلى السلك العسكري، لقد أثبت الشدادي أن ثمن المبدأ أهون من ثمن الخضوع.

اختبار الحرية: رفض قمع الميدان

جاء الاختبار الثاني مع أحداث ثورة فبراير 2011. كان الشدادي في الحرس الجمهوري، وحين صدرت الأوامر لكتيبته بالتحرك نحو ساحة التغيير، أدرك القائد أن الهدف ليس حماية، بل قمع.

هنا، يُظهر الشدادي انحيازاً جديداً، انحيازاً إلى الإرادة الشعبية؛ لقد رفض أمر القيادة العسكرية، وتولى قيادة الكتيبتين بنفسه ليضمن أنهما لن تستخدما في إراقة دماء الثوار.

لم يخضع لرغبات قيادته ولم ينظر إلى تبعات تمرده. لقد كان رجلًا يرى النجاة في التمسك بالشرف، حتى حين كان ثمن الشرف باهظاً.

مأرب.. التأسيس في أرض الصمود

حين اجتاحت جماعة الحوثي العاصمة صنعاء عام 2014، قرر الشدادي الوقوف بقوة مع الحكومة الشرعية، غير آبه بالتخاذل الذي ساد حينها. في أبريل 2015، صدر قرار تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة بمأرب.

كانت المهمة شبه مستحيلة، فالمهمة ليست قيادة المنطقة لأن المنطقة أصبحت مشتتة متناثرة شبه منعدمة، ليبدأ إعادة بناء المنطقة من جديد، وتحويل مدينة مأرب من مدينة تحيط بها الأخطار من كل الاتجاهات إلى قلعة وعنوان للصمود.

في مأرب، لم يعد الشدادي ضابطاً يستمد سلطته من رتبته العسكرية وقرار التعيين، بل تحول إلى الأب الروحي للمقاومة الوطنية، كما يقول من عرفوه.

كان هو محور الإجماع الذي التف حوله الجيش والمقاومة. لم يعرف القيادة من خلف المكتب، بل من مقدمة الصفوف. كان يشارك جنوده طعامهم، يحمل معهم الذخيرة عبر الجبال الوعرة، ينام في المتارس، ويقاتل في الطليعة. كان يجسد القول: القائد يتقدم، لا يتبع.

بهذه الروح، تمكن الشدادي من لملمة الوحدات العسكرية ومنع سقوط مقدراتها، وحوّل مأرب من هدف سهل إلى حائط صد وطني، محرراً أجزاء واسعة منها ومحاصراً الميليشيات.

لقد ارتقى الشدادي في صرواح، متمثلاً قول أبي الأحرار الزبيري في التضحية. بدمه.

بحثت عن هبة أحبوك ياوطني     فلم أجد لك إلا قلبي الدامي

وضع الشدادي حجر الأساس لـصمود مأرب الأسطوري، وكتب اسمه إلى جانب الأبطال العظام.

الشدادي ليس ذكرى عابرة، بل هو معيار الوفاء الذي يجب أن يُقاس به كل من يدّعي الانتماء لهذا الوطن. لقد غادر بجسده، لكنه بقي حيًا، ويبقى هو وكل الشهداء، الأوتاد التي لن تفرط بها الأرض أبداً.

من هو الشدادي؟

هو عبدالرب قاسم الشدادي، من مواليد مديرية العبدية بمحافظة مأرب عام 1963 ، انضمّ إلى القوات المسلحة اليمنية وتدرّج في الرتب حتى وصل إلى لواء قبل أن يمنح رتبة فريق قبل مقتله ليصبح رابع عسكري يمني يحصل على هذه الرتبة بعد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر.

تقلّد الشدادي قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بالإضافة إلى قيادة اللواء 13 مشاه في ذات المنطقة، وقاد معارك البداية لصد هجوم جماعة الحوثي عن مأرب بعد أن وصلت قواتها إلى أطراف المدينة.

في السابع من أكتوبر/تشرين الأول قتل قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وهو يقود معارك استعادة مديرية صرواح، مخلفاً وراءه إرثاً كبيراً من النضال والتضحيات التي خلدها في سفر بطولاتها، وذاكرة الأجيال التي لا تفتأ في سرد بطولاته التي عايشوها إلى جانبه.

البطولات التي صنعها الشدادي في وقت تساقطت في اليمن كأوراق الخريف، جعلت منه قائداً استئنائياً خالدا في ذاكرة اليمن الجمهوري، الذي كاد أن يعود مجدداً إلى أحضان الإمامة ليصبح صاحب لقب مؤسس الجمهورية الثانية بعد القائد عبدالله السلال.

 

مرتبط

الوسوم

مأرب

مؤسس الجمهورية الثانية

جماعة الحوثي

عبدالرب الشدادي

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ساعتهم الأخيرة.. نداء عاجل إلى 6 محافظين قبل رحيلهم

نافذة اليمن | 731 قراءة 

تقرير خاص | القيادة تحت النار والزحف المقدس.. كيف غيّر الفريق الشدادي مسار المعركة بمأرب (فيديو)

بران برس | 720 قراءة 

سياسي يمني شجاع وقف في وجه الحوثيين منذ أول لحظة وخرج حينها بأكبر مظاهرة ضد الإنقلاب .. الاسم والصورة

يمن فويس | 571 قراءة 

‏هل ينقل مجلس القيادة الرئاسي صلاحياته إلى رئيس الحكومة سالم بن بريك؟

نافذة اليمن | 515 قراءة 

الرئيس السوري أحمد الشرع يثير غضب المصريين بقرار تاريخي وغير مسبوق في تاريخ العرب

المشهد اليمني | 455 قراءة 

اعتقال حفيدة الرئيس وزوجها بعد مداهمة منزلهما في صنعاء

كريتر سكاي | 371 قراءة 

عاجل:صرف راتب شهرين لهذه القوات في عدن بهذا الموعد

كريتر سكاي | 352 قراءة 

وزير الدفاع الداعري يعلن انقلابا (فيديو)

العربي نيوز | 340 قراءة 

طارق عفاش يتلقى اتهاما مربكا !

العربي نيوز | 326 قراءة 

شرارة تمرد داخل الشرعية.. ضغوط تتصاعد لإبعاد العليمي عن المشهد السياسي!

العين الثالثة | 323 قراءة