عن الضحية مرةً أخرى

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 79 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عن الضحية مرةً أخرى

عن الضحية مرةً أخرى

قبل 12 دقيقة

استشهاد افتهان المشهري لم يكن رحيلًا عاديًا ولا مشهدًا دراميًا، بل جرس إنذار دقَّ في أعماقنا وأيقظ فينا صمتًا طويلًا كُتب علينا الاحتماء به حين شاخت الحكايات وكثرت فصول الرعب في مدينتنا.

لم يأتِ صمتنا هربًا من تحمل المسؤولية أو تسليمًا بعدم جدوى الكلام، بل حين صار الموتُ ثقافةً مُفضلةً عند بعض من أساؤوا لشرف المقاومة حين لبسوا لباسها وغرقوا في مستنقع الفواحش والنهب والقتل والسطو على حرمات الناس ومنازلهم، يرفعون رايةً بلا ضمير، وكأن الانتماء للمقاومة شيكٌ على بياض يعطي الحق لمن أطلق طلقةً في وجه الحوثي أن يطلقها في كل اتجاه حتى إلى صدور الضعفاء والأطفال والنساء.

كتبتُ وأنا أعلم أن الكلمة أرقى من البندقية، وأن الحوار أنبل من خنق الكلمة بالإزهاق. كتبتُ نصًا يرثي امرأةً قُتلت في الضوء؛ امرأةً حملت وجه المدينة ونبضها، وسجّلت الكاميرات وشهِدت الغدرَ على من خططوا ونفّذوا واستتروا أو تستروا.

هل يُلام من استبدل الطلقات بالكلمات؟

أُحبُّ لبلدنا السلام، وأن يعود إليها بلغة السلام.

لماذا أصبح الضغط على الزناد أكثر وسائل التعبير عند البعض؟ وضد من؟ ضد أطهر الناس، وأشرف الناس، وأضعف الناس؟

"لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"

ما الذي يربككم إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يثير فيكم هذا الذعر؟ لماذا تُفزعكم كلمةٌ صادقةٌ أو استذكارٌ لروحٍ رحلت؟ لماذا تخافون حتى الحوار؟ وما الذي تعشقونه في الظلام حتى تدفعكم شهوة الهيمنة إلى حب الموت وإشاعة الرعب؟

نحن لا نريد أن نرث الفاشلين أو المتسببين بالفشل، بل نريد إصلاح ما أفسده الدهر وفق الدستور والقانون، وعلى مبدأ شراكة تقوم على تكافؤ الفرص بين الجميع، لا تستثني أحدًا ولا تحاكم أو تشيطن حزبًا.

نحن لا نريد ثأرًا يلد مزيدًا من الألم، بل نريد عدلاً يرد الحق لأهله، ونريد مدينتنا أن تعود مدينةً للسلام، تحتضن أبنائها ولا تغتالهم. نريد حوارًا شريفًا، كشفًا للحقيقة، ومساءلةً عادلة، لا تغطية للذنب ولا مكافأة للجريمة.

وإلى كل متربصٍ ومذعور: إن الكلمة أقوى حين تُنطق باسم الضحية، والضمير لا يموت إن علّمتَه كيف يستقيم.

فدعوا العنف، ودَعوا المدينة تنفض رداء الرعب وتعود إلى ضوئها. فالوطن لا يُبنى بالحديد والنار، بل بالمواجهة والحوار، بالعدالة، وبمحبة تُنقذنا جميعًا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار رقم "11 " سيعيد رسم ملامح اليمن الجديد.. ووزير سابق يصفه بـ"الفرصة التاريخية"

نيوز لاين | 546 قراءة 

مأساة على طريق العرقوب في أبين.. النيران تلتهم باص ركاب بالكامل وعدد كبير من الضحايا - صور

المشهد اليمني | 399 قراءة 

إحتراق باص نقل جماعي بمن فيه قادم من السعودية في أبين (صور+الاسماء)

نيوز لاين | 299 قراءة 

مأساة مروعة في أبين.. احتراق باص نقل جماعي ووفاة عشرات الركاب.. صور

نافذة اليمن | 235 قراءة 

أكثر من 40.. أسماء ضحايا حادث احتراق حافلة ركاب ‘‘صقر الحجاز’’ على طريق العرقوب في أبين

المشهد اليمني | 231 قراءة 

الإعلان عن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك كأول مسلم يتولى المنصب

يمن ديلي نيوز | 224 قراءة 

فاجعة.. وفاة نحو 40 مواطنا إثر احتراق باص نقل جماعي في أبين

الصحوة نت | 218 قراءة 

من هو الفائز برئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني.. العدو الجديد لترامب؟

اليوم برس | 203 قراءة 

شاب يمني يحقق إنجازاً سياسياً في أمريكا ويخلف أول يمني تولى منصب العمدة

نيوز لاين | 202 قراءة 

وزير يمني سابق يؤكد ان القرار رقم 11 سيعيد رسم ملامح اليمن !

يمن فويس | 196 قراءة