عن الضحية مرةً أخرى

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 51 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عن الضحية مرةً أخرى

عن الضحية مرةً أخرى

قبل 12 دقيقة

استشهاد افتهان المشهري لم يكن رحيلًا عاديًا ولا مشهدًا دراميًا، بل جرس إنذار دقَّ في أعماقنا وأيقظ فينا صمتًا طويلًا كُتب علينا الاحتماء به حين شاخت الحكايات وكثرت فصول الرعب في مدينتنا.

لم يأتِ صمتنا هربًا من تحمل المسؤولية أو تسليمًا بعدم جدوى الكلام، بل حين صار الموتُ ثقافةً مُفضلةً عند بعض من أساؤوا لشرف المقاومة حين لبسوا لباسها وغرقوا في مستنقع الفواحش والنهب والقتل والسطو على حرمات الناس ومنازلهم، يرفعون رايةً بلا ضمير، وكأن الانتماء للمقاومة شيكٌ على بياض يعطي الحق لمن أطلق طلقةً في وجه الحوثي أن يطلقها في كل اتجاه حتى إلى صدور الضعفاء والأطفال والنساء.

كتبتُ وأنا أعلم أن الكلمة أرقى من البندقية، وأن الحوار أنبل من خنق الكلمة بالإزهاق. كتبتُ نصًا يرثي امرأةً قُتلت في الضوء؛ امرأةً حملت وجه المدينة ونبضها، وسجّلت الكاميرات وشهِدت الغدرَ على من خططوا ونفّذوا واستتروا أو تستروا.

هل يُلام من استبدل الطلقات بالكلمات؟

أُحبُّ لبلدنا السلام، وأن يعود إليها بلغة السلام.

لماذا أصبح الضغط على الزناد أكثر وسائل التعبير عند البعض؟ وضد من؟ ضد أطهر الناس، وأشرف الناس، وأضعف الناس؟

"لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"

ما الذي يربككم إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يثير فيكم هذا الذعر؟ لماذا تُفزعكم كلمةٌ صادقةٌ أو استذكارٌ لروحٍ رحلت؟ لماذا تخافون حتى الحوار؟ وما الذي تعشقونه في الظلام حتى تدفعكم شهوة الهيمنة إلى حب الموت وإشاعة الرعب؟

نحن لا نريد أن نرث الفاشلين أو المتسببين بالفشل، بل نريد إصلاح ما أفسده الدهر وفق الدستور والقانون، وعلى مبدأ شراكة تقوم على تكافؤ الفرص بين الجميع، لا تستثني أحدًا ولا تحاكم أو تشيطن حزبًا.

نحن لا نريد ثأرًا يلد مزيدًا من الألم، بل نريد عدلاً يرد الحق لأهله، ونريد مدينتنا أن تعود مدينةً للسلام، تحتضن أبنائها ولا تغتالهم. نريد حوارًا شريفًا، كشفًا للحقيقة، ومساءلةً عادلة، لا تغطية للذنب ولا مكافأة للجريمة.

وإلى كل متربصٍ ومذعور: إن الكلمة أقوى حين تُنطق باسم الضحية، والضمير لا يموت إن علّمتَه كيف يستقيم.

فدعوا العنف، ودَعوا المدينة تنفض رداء الرعب وتعود إلى ضوئها. فالوطن لا يُبنى بالحديد والنار، بل بالمواجهة والحوار، بالعدالة، وبمحبة تُنقذنا جميعًا.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اعتقال حفيدة الرئيس وزوجها بعد مداهمة منزلهما في صنعاء

كريتر سكاي | 600 قراءة 

وزير الدفاع الداعري يعلن انقلابا (فيديو)

العربي نيوز | 542 قراءة 

الزُبيدي يكشف عن سكان محافظات شمالية تريد الإنضمام لدولة الجنوب القادمة

نافذة اليمن | 405 قراءة 

مصادر: المجلس الرئاسي يصل الرياض لعقد اجتماع حاسم لحسم ملفات مالية وسياسية شائكة

موقع الأول | 331 قراءة 

مصدر يكشف بالاسم الـ(6) المحافظين المرتقب تغييرهم خلال أيام واحتمال ساعات القادمة!

موقع الأول | 324 قراءة 

اعتداء همجي على ثلاثة مواطنين من أبناء عدن داخل إدارة شرطة الشمايتين بتعز

يمن فويس | 306 قراءة 

رجل أعمال يلقى حتفه في حادث مروع على طريق سفيان – صنعاء بعد مغادرته صعدة

نيوز لاين | 301 قراءة 

انفراج واخبار مبشرة بشأن صرف المرتبات المتأخرة في المناطق المحررة

نيوز لاين | 261 قراءة 

معلومات جديدة عن مقتل محمد صادق قاتل الشهيدة افتهان تكشفها والدته و توجه طلب هام ؟ .. تفاصيل

يمن فويس | 237 قراءة 

عاجل:الاعلان رسميا عن صرف راتب شهرين

كريتر سكاي | 220 قراءة