عن الضحية مرةً أخرى

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 117 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عن الضحية مرةً أخرى

عن الضحية مرةً أخرى

قبل 12 دقيقة

استشهاد افتهان المشهري لم يكن رحيلًا عاديًا ولا مشهدًا دراميًا، بل جرس إنذار دقَّ في أعماقنا وأيقظ فينا صمتًا طويلًا كُتب علينا الاحتماء به حين شاخت الحكايات وكثرت فصول الرعب في مدينتنا.

لم يأتِ صمتنا هربًا من تحمل المسؤولية أو تسليمًا بعدم جدوى الكلام، بل حين صار الموتُ ثقافةً مُفضلةً عند بعض من أساؤوا لشرف المقاومة حين لبسوا لباسها وغرقوا في مستنقع الفواحش والنهب والقتل والسطو على حرمات الناس ومنازلهم، يرفعون رايةً بلا ضمير، وكأن الانتماء للمقاومة شيكٌ على بياض يعطي الحق لمن أطلق طلقةً في وجه الحوثي أن يطلقها في كل اتجاه حتى إلى صدور الضعفاء والأطفال والنساء.

كتبتُ وأنا أعلم أن الكلمة أرقى من البندقية، وأن الحوار أنبل من خنق الكلمة بالإزهاق. كتبتُ نصًا يرثي امرأةً قُتلت في الضوء؛ امرأةً حملت وجه المدينة ونبضها، وسجّلت الكاميرات وشهِدت الغدرَ على من خططوا ونفّذوا واستتروا أو تستروا.

هل يُلام من استبدل الطلقات بالكلمات؟

أُحبُّ لبلدنا السلام، وأن يعود إليها بلغة السلام.

لماذا أصبح الضغط على الزناد أكثر وسائل التعبير عند البعض؟ وضد من؟ ضد أطهر الناس، وأشرف الناس، وأضعف الناس؟

"لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"

ما الذي يربككم إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يثير فيكم هذا الذعر؟ لماذا تُفزعكم كلمةٌ صادقةٌ أو استذكارٌ لروحٍ رحلت؟ لماذا تخافون حتى الحوار؟ وما الذي تعشقونه في الظلام حتى تدفعكم شهوة الهيمنة إلى حب الموت وإشاعة الرعب؟

نحن لا نريد أن نرث الفاشلين أو المتسببين بالفشل، بل نريد إصلاح ما أفسده الدهر وفق الدستور والقانون، وعلى مبدأ شراكة تقوم على تكافؤ الفرص بين الجميع، لا تستثني أحدًا ولا تحاكم أو تشيطن حزبًا.

نحن لا نريد ثأرًا يلد مزيدًا من الألم، بل نريد عدلاً يرد الحق لأهله، ونريد مدينتنا أن تعود مدينةً للسلام، تحتضن أبنائها ولا تغتالهم. نريد حوارًا شريفًا، كشفًا للحقيقة، ومساءلةً عادلة، لا تغطية للذنب ولا مكافأة للجريمة.

وإلى كل متربصٍ ومذعور: إن الكلمة أقوى حين تُنطق باسم الضحية، والضمير لا يموت إن علّمتَه كيف يستقيم.

فدعوا العنف، ودَعوا المدينة تنفض رداء الرعب وتعود إلى ضوئها. فالوطن لا يُبنى بالحديد والنار، بل بالمواجهة والحوار، بالعدالة، وبمحبة تُنقذنا جميعًا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:درع الوطن تكشف حقيقة تأييدها للمجلس الانتقالي

كريتر سكاي | 1087 قراءة 

عاجل:تقدم لقوات عسكرية بحضرموت وفرض حصار على اخر المعاقل

كريتر سكاي | 860 قراءة 

اشتعال الوضع في حضرموت وانباء عن انفجارات عنيفة وتحركات جوية مكثفة

يمن فويس | 734 قراءة 

بن زايد يتحدى بن سلمان.. اليمن على كف عفريت!

الوطن العدنية | 628 قراءة 

حضرموت (برميل بارود)  على وشك الانفجار!!.. صحيفة عالمية تكشف كواليس (أخطر تهديد) على الشرعية اليمنية

موقع الأول | 565 قراءة 

عاجل: انفجارات عنيفة وغير مسبوقة في حضرموت وترجيحات بغارات جوية ضد الانتقالي

المشهد اليمني | 560 قراءة 

عاجل.. تسجيل جديد لزعيم الحوثيين (عبدالملك) متوعدًا ومهددًا!! 

موقع الأول | 549 قراءة 

مهلة الـ(72) ساعة الانسحاب من حضرموت تنتهي ظهر اليوم!!.. مصادر تكشف التفاصيل!!

موقع الأول | 508 قراءة 

العثور على الفتاة أبرار (17 عامًا) من المنصورة

عدن تايم | 488 قراءة 

قرارات عسكرية مرتقبة تهز المؤسسة العسكرية.. تسريبات عن إقالات وإحالات للتحقيق في حضرموت والمهرة ( الأسماء)

يني يمن | 479 قراءة