في مشهد يُدمي القلوب ويكشف حجم الانحطاط القضائي في مناطق سيطرة الحوثيين، تحوّلت مأساة الطفل مهند السعيدي من قضية تحرش واعتداء إلى حكم بالإعدام، بعدما دافع عن نفسه في لحظة رعب، حين حاول صاحب المطعم الذي يعمل فيه الاعتداء عليه جسديًا، مهند، القادم من قرية فقيرة إلى صنعاء بحثًا عن لقمة العيش، لم يكن يعلم أن مصيره سيكون بهذه القسوة والظلم.
و تُظهر التفاصيل المؤلمة أن الطفل لم يرتكب جريمة قتل عمد، بل تصرّف بدافع الدفاع عن النفس والشرف، بعد أن حاول المجرم اغتصابه داخل المطعم، ومع ذلك، أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية حكمًا بإعدامه، في واقعةٍ أثارت موجة غضب واسعة بين الناشطين والحقوقيين، الذين وصفوا الحكم بأنه "وصمة عار على جبين العدالة في زمن الحوثيين".
و تحوّلت هذه القضية إلى رمزٍ لانهيار منظومة العدالة تحت سلطة المليشيا، التي تسحق البراءة وتكافئ الجريمة، حيث تطالب أصوات كثيرة اليوم بوقف تنفيذ الحكم وإنقاذ مهند من مشنقة الظلم، مؤكدين أن ما يحدث ليس قضاءً... بل انتقام ممن لا يملك ظهرًا ولا صوتًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news