في مشهد دموي يتكرر بوجوه جديدة، تواصل مليشيا الحوثي مشروعها الإرهابي لتصفية القيادات القبلية في مختلف المحافظات اليمنية، خاصة في قطاع محافظتي عمران وصنعاء، في حملة ممنهجة تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي وإخضاع المجتمع المحلي بالقوة والترهيب.
فخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة استهداف المشايخ والزعامات القبلية عبر التصفية الجسدية أو الإخفاء القسري أو الإذلال العلني، في مشاهد تُعيد إلى الأذهان أسوأ نماذج الأنظمة القمعية عبر التاريخ.
الميليشيا التي فشلت في كسب ولاء القبائل بوسائل الحوار أو الشراكة، لجأت إلى أسلوب “كسر الرقاب” بالمعنى الحرفي، في محاولة لبسط سيطرتها بالقوة المطلقة على ما تبقى من مراكز الثقل الاجتماعي والسياسي في البلاد.
خبراء ومراقبون يرون أن استهداف شيوخ القبائل ليس إلا خطوة في مشروع أوسع لتفكيك بنية المجتمع اليمني، وطمس هويته، وإعادة تشكيله بما يخدم أجندة سلالية لا تؤمن بالتعدد ولا تعترف إلا بمنطق السلاح والدم وإخضاع الإرادة اليمنية للأجندة الإيرانية بالقوة والإرهاب.
وأوضح المراقبون إن تصفية القيادات القبلية، بصمت دولي مخزٍ، يمثّل جريمة كبرى لا تهدد فقط الأرواح، بل تقوّض آخر ما تبقى من صمامات الأمان في مجتمع يتآكل تحت وطأة الحرب والمليشيات.
وأشاروا إلى إن ما يجري هو اغتيال سياسي واجتماعي ممنهج لليمنيين، بقيادة مليشيا لا تؤمن إلا بثقافة الإقصاء وتكميم الأفواه، تحت عباءة الدين والسلالة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news