في حين دول العالم تحول الأفكار إلى بيئة عمل ومشاريع
98.9 بالمائة مما يسمونهم رجال مال وأعمال باليمن غير مؤهلين أبدا لمغادرة السوق اليمنية وبالذات نحو دول الخليج، لكونهم غير قادرين على التفكير خارج إطار استيراد سلع هامشية وغير لأزمة بل ويمكن توطين صناعتها محليا
الاستثمار في العالم أجمع ومنها دول الخليج ودول جوار آخرى، صار يتعامل برؤية مغايرة وفي اليمن 98.9 بالمائة مما يسمونهم رجال مال وأعمال غير قادرين حتى مجرد التفكير في هذه الرؤية ولذلك أي حديث عن هجرة أو ترحيب بهم ليس أكثر من مجرد ورقة ضغط على الجهات المعنية لتجميد العمل برؤية توطين الصناعات الممكنة محليا.
في تقرير للزميل محمد راجح على منصة العربي قبل أيام ذكر ـ أورده كما نشره بالنص ما يلي: ” كانت الغرفة التجارية والصناعية المركزية بأمانة العاصمة صنعاء، قد كشفت الشهر الماضي في اجتماع لقيادتها مع كبار أعضائها، عن مغادرة نحو 200 تاجر من العاصمة صنعاء بسبب تضررهم من قرار التوطين والمقاطعة، وهو ما يبدو وسيلة ضغط لإثناء الجهات المعنية عن المضي قدما في رؤية التوطين حيث لم يتم التأكد من مغادرة هذا العدد من التجار كما قالت الغرفة التجارية والصناعية”.
وعطفآ على ما على ما ورد في تقرير راجح، أود لفت النظر إلى أن العالم غٌير مفهوم الاستثمار القديم المعتمد على الجمود إلى الاستثمار المعتمد على تحويل الأفكار إلى بيئة عمل ومشاريع و.
رأس المال العالمي وغالبية العربي لم يعد يؤمن باستثمار نمطي جامد، بل صار يتنافس على الابتكار لاستثمارات غير مألوفة مثل الذكاء الاصطناعي وعمليات الاندماج في مجموعات عملاقة وشراء أسهم والتفكير بالفضاء، ونحن في اليمن ما يسمى مستثمر ورجل مال وأعمال يحتفل الواحد منهم بمرور 50 سنة على بدأ شركته باستيراد الملح أو البفك أو الثوم الصيني أو هراوات المطارق أو المباخر أو معجون الطماطم، وبكل وضوح مثل هكذا كما يسمونه رأس مال ما الذي يمكنه أن ينافس فيه إذا هاجر من اليمن؟.
أكرر مثل هكذا عقليات الواحد منهم إذا تغيرت لوحة مفاتيح هاتفه من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية يجن جنونه ويقلب الدنيا على رؤوس موظفيه ويهرول مسرعا نحو مبرمج ليحول له اللغة، مثل هذا في ماذا سينافس إذا هاجر من اليمن.؟!.
أكرر مثل هكذا عقليات الواحد منهم إذا تغيرت لوحة مفاتيح هاتفه من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية يجن جنونه ويقلب الدنيا على رؤوس موظفيه ويهرول مسرعا نحو مبرمج ليحول له اللغة، مثل هذا في ماذا سينافس إذا هاجر من اليمن.
مثلا في السعودية التي يقال إنها وجهت دعوة لما يسمى رحال مال وأعمال يمنيين للاستثمار فيها ضمن خطة 2030، هنا ما الذي سيستمر فيه اليمني ضمن خطة 2030، والتي من محاورها تحويل السعودية إلى مركز عالمي للتقنية والذكاء الاصطناعي والفضاء.
ولذلك على من يسمونه رجال مال وأعمال/ 98.9 بالمائة عليهم أن يراجعوا أنفسهم وأن يستفيدوا من فرص التوطين المتاحة لهم حاليا، لأنه بعد أعوام لن يجدوا نفس ما هو حاصل حاليا بل قد لا يجدون ما يمكنهم العمل فيه في مجال التوطين.
أقولها بكل وضوح هذه الفئة من أصحاب رؤوس الأموال باليمن عليهم أن يعرفوا أنهم هم من يقررون وهم من يفرض اتخاذ القرارات أو يمنعها ومتى ما أرادوا حملوا اللافتات وخرجوا الشوارع وأرغموا الجهات المعنية على تنفيذ ما يريدون، ويغلقون المنافذ الجمركية ويرفضون الإجراءات الضريبية والجمركية و.. إلخ وبكل حرية، وهذا غير متاح بل مجرم القيام بأي مظهر من هذه المظاهر بغير اليمن ومن يفكر بأنه سبب نهوض واستقرار ونمو اقتصاد البلد وعليه أن يرفض توجيهات وإجراءات الدولة فلا مكان له غير السجن وعقاب قاسٍ قد يصل إلى مصادرة أمواله وشركاته وإيقافه ومنعه من ممارسة أي نشاط مدى الحياة و..إلخ لأنه صار يرى نفسه فوق الوطن والدولة وهذا مجرم إلا باليمن.
كذلك في الدول الأخرى لا يوجد رجل مال وأعمال يمارس نشاط استثماري أيا كان نوعه حجمه إلا ويخضع للرقابة ونشر الحسابات و… إلخ، إلا عندنا باليمن كثير لا أحد يعرف عنهم شيء ولا حسابات ولا .. إلخ.
فمن يعتقد من هذه الفئة أن اليمن سينطبق فيه السماء على الأرض إذا هاجر فهو واهم، وواهم أن الدول الأخرى ستفرش له السجادة الحمراء وتدلله وتجعله يقرر ويفعل ما يريد.. إنه واهم ولن يتحقق له غير أنه سيعود اليمن وقد سلخوا جلده هذا إن عاد وإلا سيتعفن بالسجن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news