آ
الميثاق نيوز- مأرب - عبدالله العطار
في لمسةٍ ثقافيةٍ تليق بذاكرة المطارح، أُعلن اليوم في مدينة مأرب (شمالي شرقي اليمن) عن أسماء الفائزين بمسابقة "قصائد المطارح" الشعرية، التي نظّمتها دائرة الإعلام والثقافة في فرع اتحاد الرشاد بالمحافظة، احتفاءً برموز الصمود وتخليدًا لملحمة المقاومة التي كتبتها مأرب بدماء أبنائها وعذوبة كلمات شعرائها.
من بين 38 مشاركًا ومشاركة، تقدّموا بقصائدهم بين فصيحٍ وعاميّ، اختارت لجنة التحكيم أربعة أصواتٍ شعريةٍ برزت بقوةٍ وسط زخمٍ إبداعيٍّ لافت. فحاز الشاعر محمد نكير على المركز الأول، فيما نال الشاعر حامد الحكيمي المركز الثاني، بينما تشارَك الشاعر محمد نمران والشاعرة عليا العجي المركز الثالث، بعد أن أجمع أعضاء اللجنة على منحهما جائزتين متساويتين، تقديرًا لمستوى التميّز الفني والوجداني الذي قدّماه.
الحفل، الذي شهِد حضور عددٍ من مديري المكاتب التنفيذية والمهتمين بالشأن الثقافي، جاء متزامنًا مع الاحتفالات الوطنية بأعياد الثورة اليمنية — 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر — ليكون احتفاءً مزدوجًا بالوطن وبأبنائه المبدعين.
وفي كلمته، أكد الوكيل محمد المعوضي أن هذا التكريم ليس مجرد مناسبة ثقافية، بل "وقفة وفاءٍ للبطولة، وتجديدٌ لعهد الكلمة مع الأرض".
آ وأشار إلى أن المطارح، التي صمدت في وجه المدّ الصفوي، لم تكن مجرد موقع عسكري، بل "صوتًا للضمير الوطني، ومرآةً عكست روح التضحية التي لا تُقهَر".
آ وأضاف أن السلطة المحلية، برئاسة المحافظ اللواء سلطان العرادة، لن تتوانى في دعم المبدعين، باعتبارهم "بذور المستقبل وحرّاس الهوية".
من جانبه، وصف عبدالرحمن الأعذل المرادي، رئيس فرع اتحاد الرشاد بالمحافظة، المسابقة بأنها "محطة إيمانٍ بالكلمة وقدرتها على أن تكون سلاحًا ناعمًا في مواجهة الظلام". وشدّد على أن المطارح كانت "الشرارة الأولى للمقاومة، والنبض الذي أعاد للثورة روحها"، مؤكدًا أن اتحاد الرشاد سيُصدر قريبًا ديوانًا شعريًّا يضم القصائد المشاركة، ليكون "وثيقةً أدبيةً تُورَّث للأجيال".
وأوضح سعد اليوسفي، رئيس اللجنة المنظِّمة، أن المسابقة استقبلت 38 قصيدة، منها ثلاث لشاعرات، استُبعدت 11 منها لعدم استيفاء الشروط، وتأهلت 27 إلى التحكيم النهائي، قبل أن تُنتقى 11 قصيدة للمرحلة الأخيرة.آ
وقال: "كانت المسابقة منبرًا وطنيًّا لإحياء روح المطارح، واكتشاف أصواتٍ شعريةٍ جديدة تستحق الدعم والرعاية".
وشهد الحفل لحظاتٍ مؤثرة، حين ألقى الفائزون قصائدهم التي تنوّعت بين الحماسة والرثاء والغناء في الوطن، قبل أن يُكرّموا بجوائز مالية وشهادات تقدير.آ
كما تم تكريم لجنة التحكيم، ومنح جميع المشاركين شهادات مشاركة، تثمينًا لمساهمتهم في هذا الحدث الثقافي الذي جسّد كيف يمكن للشعر أن يكون جزءًا من المقاومة، وأن يُخلّد البطولات كما تفعل البنادق.
في مأرب، حيث تُكتَب الملاحم بدماء الأبطال وأقلام الشعراء، تبقى الكلمة حيّة... تقاوم، تُلهِم، وتُخلّد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news