كتب شوقي نعمان:اعترافات طفلٍ وُلد مكبلاً بشهوة الثورة والحزب

     
كريتر سكاي             عدد المشاهدات : 96 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كتب شوقي نعمان:اعترافات طفلٍ وُلد مكبلاً بشهوة الثورة والحزب

كريتر سكاي: خاص

 

منذ الآن، ولأجل التاريخ، أعلنها دون وجل:

لا تصدقوني إن قلت لكم يومًا إنني لستُ اشتراكيًا.

كاذب من يخلع جلده، ومن يتبرأ من رحمٍ أنجبه وسط هتافات الفقراء وجراح المساكين.

قد أتلعثم، قد أتعب، قد أخطئ، لكنني لن أتنكر لمخاض الانتماء الأول.

أنا اشتراكي، لا من باب التبشير العقائدي، ولا من نكاية بالأيديولوجيات الأخرى، بل لأن الاشتراكية في جسدي جنين، نبضه نضال، وصرخته عدالة، وملامحه كرامة محرومين.

وُلدت في بيت لا يُفتتح فيه صباح المولود بالأذان كما جرت العادة، بل بهتافٍ أول:

"اشتراكي أصيل، حر، ماناش عميل!"

لم أُحفظ القرآن أولاً، بل شُحنت بكتاب "رأس المال"،

وقصائد "نجمة تقود البحر"، وروايات محمد عبد الولي.

لم يكن أبي فقيهًا يُبشر بالجنة، بل ثوريًا يبشر بالعدالة.

لم تكن أمي ربة بيتٍ تحرس تقاليد العيب، بل ربة حلمٍ تصفق عند كل خطأ أفعله إن كان باسم الثورة.

كان شقيقي يحمل اسم "جيفارا"، ولم يكن ذلك مبالغة… كان انعكاسًا لحياةٍ لا تعرف التواطؤ.

حاولت مرارًا أن أبدو مستقلاً، بلا هوية حزبية، أن أكتب كصحفي بلا انتماء، أن أُحب دون صراع فكري، أن أعيش كما يعيش أبناء القرية… لكن عبثًا أحاول.

ففي داخلي، يا رفاق، يقبع صعلوك صغير، يلبس قميص "العدالة الاجتماعية" ويسير على حافة الجوع، ويردد في خلده: "الحب مقاومة… والوعي خيانة إن لم يُترجم إلى فعل."

في المدرسة، لم أكن تلميذًا مجتهدًا فحسب، بل كنت تلميذًا متمردًا.

رفضتُ الصمت على مدرسٍ ينام فوق كراسينا، وحرضتُ زملائي باسم النضال المدرسي

في الحب، أحببتُ فتاة تنتمي لبيتٍ إصلاحي، فحُرمتُ منها، لأن أباها اعتبرني "غير سوي"، وأنا لا ألومه: فالهوى عنده محكوم بالانتماء، وعندنا بالكرامة فجاءت من تشبهني فكرا وانتماء

حين طُردت من الثانوية بعد شجارٍ أحمق، لم أندم إلا على أني ضربت الآخر بشراسة الثورة، لا بلسان العقل.

لكنني عدت… عدت من أقاصي الجبال، من مدرسة يسيطر عليها الإخوان، وتوسلتُ تسجيلي باسم "ثائر فبراير"، وبذريعة أن "أمي تملك جربًا من البن"، وقُبل طلبي، لا أدري هل حن الرجل لأمي، أم ضحك من مسرحيتي السياسية.

نجحت.

عدت إلى قريتي بمعدل 94%.

عدت لا كخائب، بل كمن دخل النار وخرج منها شاعرًا لا يحفظ قصائد بل يحفظ نداءات الجوعى.

صنعاء كانت هدفي.

الجامعة حلمي.

لكن المال كان خوفي، وكان عليّ أن أبيع شيئًا، لا الكتب، لا الذكريات، بل "البدلة" الوحيدة التي أهداني إياها قريبي...

باعني شاعر متمرد، أخذ مني البدلة، مقابل رسوم البطاقة الجامعية، لكنه لم يأخذ مني "قصيدتي".

صورت نفسي بها للمرة الأخيرة، وقلت لصورتها:

سأعود إليك يومًا وأنا وزير الثقافة أو رجل الميدان.

**

لم تكن الاشتراكية بالنسبة لي حزبًا، بل تربية.

ولا النضال شعارًا، بل خلاصًا.

ولا المثقف بوقًا، بل سؤالًا وجوديًا لا يهدأ.

أنا شوقي، ابن الجوع والمعرفة، ابن البدلة الوحيدة، وابن البن الذي أقنع مدرسًا متعجرفًا أن يقبلني تلميذًا في آخر المدرسة،

أنا الذي لم يخن الحلم رغم خيانة الحبيبات، ولم ينس أن الفكر حين لا يتحول إلى تمرد، يكون محض ترف.

وإن سألتني يومًا: ما الذي بقي لك من كل هذا؟

أجيبك: بقي لي جنين اشتراكي… لا يزال يركل أحشائي، ويطلب الولادة من جديد.

#شوقي_نعمان

#اكتوبر #ميلاد_حزب_وثورة

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

والد الشاب عامر باحاج يروي تفاصيل مروعة عن اعد. ام نجله امامه بشبوة

كريتر سكاي | 1209 قراءة 

بعد غياب طويل.. علي سالم البيض يعود إلى عدن وسط جدل حول الوحدة اليمنية

المرصد برس | 972 قراءة 

اليمن.. قيادات بارزة في ألوية درع الوطن تؤكد استعدادها للانضمام الكامل للقوات الجنوبية

عدن حرة | 694 قراءة 

عاجل:تقديم هذا الامر لباحاج عقب الجريمة المروعة في شبوة

كريتر سكاي | 650 قراءة 

أحمد علي عبدالله صالح يكسر الصمت ويطلق نداء هام لكل القوى السياسية في اليمن

نيوز لاين | 469 قراءة 

اشتباكات مسلحة بين قبيلتي "آل لسود" و"آل باحاج" في شبوة إثر إعدام ميداني

بوابتي | 453 قراءة 

خارطة طريق وطنية من الجنوب.. تحرير الشمال وتعزيز الشرعية الواقعية

نيوز يمن | 418 قراءة 

محلل عسكري يكشف عن خطوة سياسية ترعب مليشيا الحوثي والانتقالي.. ويدعو لتنفيذها فورًا

المشهد اليمني | 414 قراءة 

القصة الكاملة لجريمة اعدام باحاج في شبوة وكيف بدأت؟

بوابتي | 374 قراءة 

عاجل | القوات الجنوبية تُحكم سيطرتها على جيشان وتواصل التقدم نحو العطفة

العين الثالثة | 302 قراءة