تُعد أحداث احتلال جزيرة حنيش الكبرى في ديسمبر 1995 نقطة فارقة في تاريخ الشعر السياسي في اليمن، حيث وجد الشعراء، وعلى رأسهم شائف محمد الخالدي من يافع، متنفسًا للتعبير عن موقفهم من نظام عفاش وحلفائه، ومهاجمة صمت رموز حرب 94 العسكري والسياسي.
وفي يناير 1996، صدح الخالدي بقصيدته الشهيرة، موجهًا رسالة قوية للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح (عفاش)، متسائلًا عن غيابه وتقاعسه في مواجهة الاحتلال الاريتري:
"يا قائد الشعب أيش عادك ناظر
من منتظر من بعد ثالث شهرا
أينك ولا أين المسيرة سائر
أين القياده ذي تدير الأمرا"
وتابع الخالدي نقده لتحالف حرب 94 ورموزه العسكرية والدينية، مستنكراً صمتهم أمام الاحتلال:
"أين المشايخ ذي عددهم وافر
أين ابن الاحمر؟ أين جا ابن الحمراء؟
وأبطال يوليو أين كمّن ثائر..."
وساهمت هذه القصائد، التي غناها الفنان علي صالح اليافعي، في نقل الرسائل السياسية للشعب بطريقة موسيقية وشعبية، حيث كانت أشرطة الكاسيت المغنّاة تصل لكل بيت وسوق ومجلس، ما جعلها وسيلة تواصل قوية في التسعينات قبل انتشار الإعلام الرقمي.
ويُعد موقف الخالدي مثالًا على قدرة الشعر الشعبي على توجيه النقد السياسي والاجتماعي، ومساءلة السلطة بشكل مباشر، مؤكدًا الدور الثقافي والسياسي الذي لعبه شعراء يافع في فترة ما بعد حرب 94.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news