ميليشيا الحوثي تقتل شابًا اتهمته بدعم ثورة سبتمبر وتمنع تسليم جثمانه لأسرته
في جريمة جديدة تعكس نهج القمع والإرهاب الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد المدنيين، قُتل الشاب شهاب الجامحي اليوم الجمعة، في العاصمة صنعاء، بعد أن تصدى بشجاعة نادرة لحملة مسلحة حوثية اقتحمت منزله بتهمة تأييده لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
وذكرت مصادر محلية وحقوقية أن عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي داهمت منزل الشاب الجامحي في أحد أحياء صنعاء، فجر الجمعة، بزعم أنه من أنصار ثورة سبتمبر وشارك في فعاليات رمزية للاحتفاء بها، وهي التهمة التي أصبحت كفيلة – وفق مراقبين – بجعل أي مواطن هدفًا مباشرًا للقتل أو الاعتقال في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأضافت المصادر أن الجامحي رفض تسليم نفسه وواجه المهاجمين بسلاحه الشخصي دفاعًا عن أسرته وكرامته، وتمكن من قتل قائد الحملة الحوثية وعدد من عناصرها خلال الاشتباك الذي استمر قرابة نصف ساعة، قبل أن يُستشهد برصاص كثيف أطلقته المليشيا التي حاصرت منزله بأعداد كبيرة من المسلحين.
وأكدت المصادر أن جثة الشهيد نُقلت إلى مستشفى الثورة بصنعاء، فيما تواصل المليشيات رفض تسليمها إلى أسرته، في محاولة للتغطية على الجريمة وتضليل الرأي العام بشأن ملابسات الحادثة. وأفادت تقارير ميدانية أن المليشيا فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا على الحي الذي يقع فيه منزل الجامحي، ومنعت الجيران من الاقتراب أو التحدث للإعلام.
ناشطون وصفوا الحادثة بأنها جريمة اغتيال متعمدة وجزء من حملة انتقام حوثية متصاعدة ضد المحتفين بثورة سبتمبر، والتي شهدت في الأيام الماضية حملات اعتقال واسعة طالت عشرات المواطنين في صنعاء وإب وذمار، لمجرد رفعهم العلم الجمهوري أو تشغيل الأناشيد الوطنية.
وقال ناشطون إن استشهاد الجامحي يمثل رمزًا للمقاومة المدنية ضد مشروع الحوثي الإمامي الكهنوتي، مشيرين إلى أن ما فعله الشاب العشريني «سيبقى شاهدًا على روح سبتمبر التي يحاول الحوثيون طمسها».
وطالبت منظمات حقوقية بسرعة التحقيق في الجريمة ومحاسبة المتورطين، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى وقف الصمت المعيب تجاه الجرائم الحوثية التي ترتكب يوميًا بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة تؤكد تصاعد حالة الغليان الشعبي في صنعاء، وأن المليشيا باتت تلجأ إلى القتل الميداني والتصفيات المباشرة لترهيب المواطنين ومنع أي مظهر من مظاهر الرفض الشعبي لمشروعها الطائفي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news