تقرير عبري: أزمة خطيرة في سلسلة التوريد الإسرائيلية بسبب الحوثيين وتداعيات الحرب

يمن إيكو|متابعات:

قال مسؤولون في القطاع الخاص بإسرائيل إن الأخيرة تواجه أزمة كبيرة في سلاسل التوريد، بسبب الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء بشكل رئيسي، وبسبب التداعيات الدولية لحرب غزة من جهة أخرى، مشيرين إلى أنه لا توجد حلول فعالة لهذه الأزمة حالياً باستثناء انتهاء الحرب.

ووفقاً لتقرير مطول نشرته القناة العبرية الثانية عشرة، قبل يومين ورصده موقع “يمن إيكو”: “يُعدّ الضرر الذي لحق بسلاسل التوريد حول العالم أحد السمات المميزة للعقد الحالي، مع أزمات متوالية، وفي حالة إسرائيل، تبدو المشكلة أخطر بكثير، فتهديد الحوثيين في البحر الأحمر، إلى جانب الضغوط السياسية، يتطلبان إيجاد حلول مبتكرة، وهي حلول غير واردة حالياً”.

ونقل التقرير عن مالي بيتسور فرانس، الرئيس التنفيذي ومالك مجموعة (تيفين) الاستشارية في إسرائيل، قولها: “لطالما كانت التجارة البحرية أكثر ربحية من أي طريق آخر لسنوات، وقد ازداد الاعتماد عليها بشكل كبير، لكن اليوم، بات واضحاً للجميع أن الوضع قد تغير، وأننا يجب أن نتوقف عن الإصرار على التجارة البحرية، فمع إضافة المخاطر الأمنية وتكاليف التأمين والتحويلات على طول الطريق، تصبح التجارة البحرية فجأة أقل ربحية. يتطلب هذا تغييراً استراتيجياً، وهو ما لن يقتصر على الشركات فحسب، بل سيشمل الدول أيضاً”.

وأضافت: “تواجه إسرائيل حالياً مشكلةً بالغة الخطورة، ففي الواردات، تبلغ نسبة التجارة البحرية حوالي 70%، بينما تبلغ نسبة الصادرات حوالي 95%.. إسرائيل هي الأكثر تضرراً حالياً من استيراد المواد الخام، والمركبات والمنتجات الكهربائية، مع ارتفاع كبير في أسعارها.. جميع منتجات الطاقة والوقود عالقة في المعابر البحرية، وأحياناً لمدة تزيد عن المعتاد بـ 30 ساعة”.

وقالت: “عندما تنظر إلى ما يحدث في ميناء إيلات، تدرك أننا في خطر فوري وكبير. جميع الحلول، في السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً، قادرة على تحقيق تحسن بنسبة 15٪ كحد أقصى، وبعبارة أخرى، لا يوجد في الحقيقة حل سوى السلام”.

ورداً على سؤال: “ما هو أكبر تهديد لإسرائيل في سلاسل التوريد اليوم؟” أجابت فرانس: “لا شك أنه الحوثيون، هناك مشكلة كبيرة في نقل السيارات والسلع الكهربائية والمواد الخام اللازمة للإنتاج ومنتجات الطاقة كالوقود والنفط، وقد تواجه الحاويات الخاصة أيضاً مشكلة خطيرة أثناء عبورها قناة السويس، ومع إضافة حوالي 30 ساعة من التحويلات البحرية، تصبح مسألة التخزين أكثر تعقيداً وتكلفة”.

وأضافت: “البضائع التي تأتي من طريق الشحن الرئيسي عبر معبر باب المندب، تأتي بشكل رئيسي من الشرق الأقصى، وحتى من مصادر أقرب إلينا، حيث كانت الشحنات القادمة من أوروبا تسلك طرقاً غير مباشرة إلى إسرائيل عبر هذا المضيق، لأن النقل كان أرخص وأسرع، لكن ذلك توقف.. لا أرى أي معالجة استراتيجية على مستوى الدولة لهذه المشكلة”.

وتابعت: “تكمن المشكلة اليوم في المنتجات الاستهلاكية الأساسية التي لا تصل موادها الخام دائماً إلى إسرائيل، ولكنها قد تصل أيضاً إلى الوقود والنفط والكهرباء وغيرها”، مشيرة إلى أن “الأسعار ترتفع بسبب ارتفاع تكلفة سلاسل التوريد، لكن الخوف الأكبر هو أن يكون هناك نقص في النفط أو الوقود، وهذا وارد الحدوث بالتأكيد”.

وبحسب القناة العبرية فإن المشكلة الرئيسية الأخرى التي تواجه سلسلة التوريد البحرية لإسرائيل، هي “موجة العداء السياسي العارمة تجاه إسرائيل” على خلفية الوضع في غزة.

ونقلت القناة عن أمنون آفي-جاي، رئيس قسم الروبوتات في شركة (روبوتايز) التي تستورد الروبوتات إلى إسرائيل للاستخدام الصناعي في مجالات الخدمات اللوجستية والنقل وخطوط الإنتاج والتنظيف والتطهير، قوله: “نستورد بعض معداتنا من أوروبا، لكننا شهدنا في الأشهر الأخيرة شيئاً لم نشهده من قبل. هناك يد خفية تتولى تأخير أو إلغاء الشحنات”.

وأضاف: “عندما نتصل بالموردين فإن الجواب الرئيسي هو أن المعدات عالقة في الجمارك، الشركة المصنعة نفسها، التي تبيعنا المعدات، تريد إتمام عملية البيع، ولكن بمجرد أن تمر المعدات عبر الجمارك، يمكن لأي مسؤول غاضب من دولة إسرائيل والإسرائيليين أن يتدخل.. في الأشهر الأخيرة، شهدنا عدة حالات لم نتمكن فيها من معرفة سبب توقف الشحنات في الجمارك”.

وتابع: “نبيع المعدات لشركتي (رافائيل) و(إلبيت)، لكننا نحرص بشدة على ألا يُحدد موردونا هوية العميل النهائي.. في الماضي، كان بإمكاننا طلب أسعار خاصة على الصفقات التي يكون فيها العميل شركة دفاع إسرائيلية، لكن اليوم مصنعونا اليابانيون يرفضون قبول ذلك، هم يعتقدون أننا لا نبيع معداتهم للصناعات الدفاعية الإسرائيلية على الإطلاق”.