كشفت الباحثة هيلين لاكنر المتخصصة بالشأن اليمني، عن تحولات إقليمية مرتبطة بالشأن اليمني الذي بات جبهة جديدة في حرب إسرائيل المفتوحة في المنطقة، مؤكدة أن الإمارات باتت تلعب دورا مهما في الهجمات الإسرائيلية على جماعة الحوثي، مشيرة إلى إحتمالية المشاركة فيها بشكل غير مباشر.
وقالت الباحثة هيلين لاكنر في تحليل
لموقع
أوريان21، إنه وعلى الرغم من اللامبالاة الدولية، يأتي التصعيد الإسرائيلي في اليمن ضمن تحولات إقليمية مهمة تستحق التوضيح، وتتعلق هذه التحولات بشكل خاص بالدور المحتمل الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة. إذ يُرجح أن قادة أبوظبي، وربما بعض الدول المجاورة، يوافقون على العمليات الإسرائيلية في اليمن ويُحتمل أنهم يشاركون فيها بشكل غير مباشر.
وأضافت في تحليلها الذي جاء بعنوان "اليمن، الحدود الجديدة لإسرائيل": "لم تنجح الشبكات والتقنيات الاستخبارية الإسرائيلية في اختراق حركة الحوثيين، ولا يزال قادتها الرئيسيون خارج متناولها، على عكس ما حصل بوضوح في لبنان وإيران. ومع ذلك، تشير الأحداث الأخيرة إلى أن الخناق يضيق عليهم، حيث تحسنت جودة المعلومات كما يتضح من آخر عملية، بالإضافة إلى محاولة الاغتيال الفاشلة لمحمد عبد الكريم الغماري، رئيس أركان الحوثيين في صنعاء في يونيو/حزيران 2025م".
وأشارت إلى أن المصادر التي يتم الاعتماد عليها حالياً تتجاوز مراقبة الأقمار الاصطناعية والاتصالات، وتشمل على الأرجح معلومات ميدانية تجمعها أطراف معادية للحوثيين وتنقلها عبر أجهزة الاستخبارات الإماراتية، والتي تمكنت منذ اندلاع الحرب في اليمن في 2015 من تطوير شبكات قوية، من خلال تقديم الحوافز المالية، حتى باتت الآن تنافس السعوديين، بما في ذلك داخل بعض الجماعات السلفية على سبيل المثال.
وتطرقت إلى الإستهداف الذي طال رئيس وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا في نهاية أغسطس الماضي بالعاصمة اليمنية صنعاء، مشيرة إلى أنه القصف الأكثر نجاحا لإسرائيل التي تواصل غاراتها في اليمن منذ أكثر من عام.
ولفتت إلى أن وتيرة إطلاق الصواريخ الحوثية باتجاه إسرائيل شهدت تباطؤًا في الأسابيع الأخيرة، نتيجةً للضربات الجوية المكثفة التي استهدفت مواقعهم العسكرية، والتي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة أيضا في وقت سابق من هذا العام خلال حملة قصف استمرت 52 يومًا، منوهة بمصادرة عدد من شحنات العتاد العسكري المتجهة إلى الحوثيين- والقادمة من إيران أو الصين- على يد القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً خلال فصل الصيف، حيث "لعبت على الأرجح دوراً إضافيًا في هذا التراجع".
وأردفت: مع ذلك، واصل الحوثيون شنّ ضربات على الأراضي الإسرائيلية، دعماً للفلسطينيين. ففي 22 آب/أغسطس الماضي، استخدم الحوثيون صاروخاً محمّلاً بذخائر عنقودية، في تصعيد غير مسبوق، حيث وينظر الإسرائيليون إلى هذا السلاح الجديد على أنه تهديد متصاعد، نظراً للمخاطر طويلة الأمد للإصابات والوفيات الناجمة عن الذخائر العنقودية المتناثرة. والتي سقط بعضها بالقرب من مطار تل أبيب الذي كان الهدف الأساسي للهجوم. ورغم الرد الإسرائيلي السريع على صنعاء بعد يومين، والذي استهدف على وجه الخصوص منطقة قريبة من القصر الرئاسي ومحطة كهرباء، فإن الضربة التي استهدفت الوزراء أظهرت جلياً أن إسرائيل كانت تسعى إلى تصعيد ردّها.
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news