الحوثيون بين اختراق الهدنة والبحث عن أوراق رابحة
قبل 1 دقيقة
لم يكن اختراق الحوثيين للهدنة الأمريكية الأخيرة مجرد صدفة أو رد فعل عابر، بل هو جزء من استراتيجية قديمة تقوم على كسر أي تهدئة كلما شعروا أن البساط يُسحب من تحت أقدامهم، وأن صورتهم الحقيقية بدأت تتكشف أمام الشعب والعالم
.
يدرك الحوثيون أنهم يعيشون على هامش السقوط، وأن ما تبقى لهم من أوراق سياسية أو عسكرية آخذٌ في التآكل، لذلك يلجؤون إلى حركات استعراضية يبيعونها للناس على أنها "مواقف بطولية" تحت شعار الدفاع عن فلسطين أو مواجهة أمريكا. لكن الحقيقة أن هذه الشعارات ليست سوى ستار يخفون خلفه فشلهم في إدارة البلاد وظلمهم للشعب.
سياسة الابتزاز واختطاف المشايخ والأعيان
حين يضعف حضورهم السياسي أو يتعاظم الغضب الشعبي ضدهم، يسارع الحوثيون إلى اعتقال شخصيات اجتماعية ورموز قبلية بارزة، مثلما فعلوا مع الشيخ غازي أمين، أمين عام حزب المؤتمر في صنعاء، واعتقالات المحويت، وغيرهم من المشايخ والأعيان في محافظات متعددة. بعدها يبدأ مسلسل الابتزاز: فدية مالية للإفراج أو مساومات سياسية لإجبار الأسر والقبائل على الصمت.
استغلال المناسبات وصرف الأنظار
ما يميز الحوثيين أنهم لا يختارون توقيتاتهم عبثًا؛ فهم غالبًا ما يضربون خلال:
مناسبات دينية أو وطنية.
فعاليات سياسية وإعلامية.
فترات انتظار صرف رواتب الموظفين.
بهذا يضمنون تشتيت الناس، فلا يعود المواطن يفكر في راتبه المقطوع أو في ابنه المعتقل، بل ينشغل بالمعارك الوهمية التي يروج لها الحوثيون.
الموانئ والملفات الإنسانية ورقة للتلاعب
يستغل الحوثيون ملف الموانئ والحصار كورقة دائمة لابتزاز الداخل والخارج. يرفعون الشعارات، ويشعلون الحملات الإعلامية ليظهروا بمظهر الضحية، بينما في الواقع يتركون المعتقلين في السجون السرية يعانون، والأسر تُرهق بدفع الفديات.
حقيقة الأمر
ما يفعله الحوثيون ليس دفاعًا عن فلسطين ولا مواجهة لأمريكا، بل هو هروب للأمام وخوف من الانهيار. فهم يعرفون جيدًا أنهم بلا غطاء شعبي حقيقي، وأن قوتهم قائمة على القمع والابتزاز، لذلك يلوذون دومًا إلى اختراق الهدنات وصناعة معارك إعلامية كلما اهتزت شرعيتهم في الداخل.
الحوثيون لا يبحثون عن السلام ولا يلتزمون بالهدنات، بل يتخذونها مجرد مرحلة مؤقتة حتى يحين وقت استغلالها. هم لا يمتلكون مشروع دولة ولا حماية وطن، وكل ما يفعلونه هو لعبة سياسية قذرة هدفها البقاء أطول فترة ممكنة، ولو على حساب الشعب ومعاناته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news