توني بلير.. الوجه المظلم للإمبراطورية وعراب الخراب العالمي

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 66 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
توني بلير.. الوجه المظلم للإمبراطورية وعراب الخراب العالمي

لا يُستدعى اسم توني بلير في الذاكرة السياسية إلا وتنهض معه صور الدم والركام والخراب في الشرق الأوسط..إنه الرجل الذي قدم نفسه بزي "الزعيم الإصلاحي" و"القائد التقدمي" بينما لم يكن سوى أداة استعمارية ناعمة.. وواجهة أنيقة للمشاريع الأمريكية–البريطانية في إعادة إنتاج الهيمنة ونهب ثروات الشعوب.

بلير لم يكن مجرد رئيس وزراء بريطاني؛ بل كان المهندس السياسي لواحدة من أبشع جرائم القرن الحادي والعشرين، والعراب الذي شرعن غزو العراق على كذبة "أسلحة الدمار الشامل" ليُفتح بوابة الجحيم التي أحرقت المنطقة لعقود. ومن بغداد إلى كابول ..كان اسمه مرادفاً للدمار والتدخل الإمبريالي فغطى الحرب على أفغانستان بعباءة الشرعية السياسية وحولها إلى ساحة خراب دائم.. ولقد أثبتت لجنة "تشيلكوت" حجم التضليل والخداع الذي مارسه لكنه أفلت من المحاسبة كما يفلت كل مجرم حرب تُحصنه المظلة الإمبراطورية.

أما في فلسطين فلم يكن بلير وسيطاً بل محامياً مأجوراً للمشروع الصهيوني.. فقد كان أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم، إذ سوغ جرائم الاحتلال وغطى سياسات التهويد والقمع، وساهم في هندسة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية عبر أوهام اقتصادية تُجمّل الاحتلال بدل إنهائه.. بلير كان أحد العقول التي دفعت بمشروع "ريفيرا غزة" على خط ترامب متواطئاً في تحويل المأساة الفلسطينية إلى حقل تجارب للاستعمار الاقتصادي.

واليوم.. بينما ترتكب إسرائيل حرب إبادة في غزة خلفت أكثر من ستة وستين ألف شهيد ودمّرت كل مظاهر الحياة، تطبخ في مطابخ واشنطن ولندن وتل أبيب سيناريوهات ما بعد الحرب، ويُطرح اسم بلير ليكون حاكماً أو وكيلاً سياسياً في القطاع ضمن مشاريع "الحكم الوظيفي" الغربي إنها محاولة سافرة لإعادة صياغة المشهد الفلسطيني بوصاية استعمارية جديدة.

بعد مغادرته الحكم لم يغادر بلير مسرح الهيمنة؛ بل تحوّل إلى سمسار سياسات دولي يتجول بين العواصم تحت لافتة "معهد التغيير العالمي". لكنه لا يبيع التغيير بل يصدّر وصفات لإعادة إنتاج التبعية وضمان تدفق المصالح الغربية. استشاراته في إفريقيا والعالم العربي لم تكن سوى أدوات لاختراق الدول وإعادة هندسة مؤسساتها ودساتيرها بما يخدم مراكز القوة في واشنطن ولندن وتل أبيب.

إن إرث بلير ليس إرث قائد وطني بل إرث قاتل بربطة عنق، رجل جسّد الازدواجية الغربية: خطاب عن الديمقراطية والإنسانية وممارسة لا تعرف سوى الاحتلال والإبادة وإدامة الاستعمار.. لذلك سيظل تاريخه وصمة سوداء في السجل البريطاني الحديث، بل لعله أكثر الحكام إجراماً في تاريخ بريطانيا السياسي.

إن توني بلير هو الشاهد والفاعل ،،هو المجرم والسمسار، وهو الوجه الذي حاولت الإمبراطورية عبره إعادة صياغة العالم على أنقاض الشعوب.. سيبقى اسمه مهما حاولت الدعاية الغربية تجميله، عنواناً للعار السياسي وجرائم القرن الحادي والعشرين.

//ملهم محمود طالب العيفري

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اندلاع اشتباكات بين مواطنين والافارقة عقب سيطرتهم على قريتهم وحملة عسكرية تهجر اليمنيين

كريتر سكاي | 551 قراءة 

تقرير أممي: مليشيا الحوثي تزود الأطفال بالحبوب المخدرة لضمان الطاعة

حشد نت | 535 قراءة 

توجيهات رئاسية عاجلة إلى رئيس الحكومة بسرعة العودة إلى عدن وقطع زياراته الخارجية

مراقبون برس | 518 قراءة 

تقرير خبراء مجلس الأمن يسرد تفاصيل “صادمة” عن فرقة “الزينبيات” التابعة للحوثيين ودورها الإستخباراتي “الخطير”

بران برس | 443 قراءة 

بحيرة يسكنها الجن في شبوة تثير الدهشه

كريتر سكاي | 435 قراءة 

اشتباكات وقصف متبادل بين مليشيا الحوثي و‘‘دفاع شبوة’’ والطيران يتدخل

المشهد اليمني | 408 قراءة 

حلقة جديدة من "بودكاست بران" | صراع الحراك الجنوبي والسقوط الوشيك للمجلس الانتقالي (فيديو + صوت)

بران برس | 395 قراءة 

مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام

الوطن العدنية | 382 قراءة 

وزير الأوقاف السابق: مطار المخا إنجاز وطني يخدم ملايين اليمنيين ولا يجوز حشر السياسة في مشاريع التنمية

حشد نت | 344 قراءة 

تصويت جديد لمجلس الأمن على تجديد العقوبات

نافذة اليمن | 333 قراءة