مع نهاية الحرب العالمية الثانية، اتجه الحلفاء لملاحقة مسؤولي دول المحور بمحاكم دولية لجرائم الحرب. وظهرت العديد من المحاكم في القارة الأوروبية التي مثل أمامها عدد كبير من المسؤولين النازيين السابقين.
في تلك الأثناء، صنفت "محكمة نورمبرغ" كأبرز المحاكم التي تشكلت عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث مثل أمامها مسؤولون عسكريون ووزراء مقربون من أدولف هتلر. ومن بينهم هرمان غورينغ (Hermann G�ring)، الرجل الثاني بالنظام النازي، ليكون أهم من وقف أمام محكمة نورمبرغ.
مسيرة غورينغ
ووصف غورينغ بأنه واحد من أول الأشخاص الذين ساندوا هتلر والحزب النازي. ومع حصول هتلر على منصب المستشار واستيلائه على السلطة عام 1934 عقب وفاة الرئيس بول فون هيندنبورغ (Paul von Hindenburg)، تقلد غورينغ مناصب هامة حيث شغل منصب رئيس البرلمان الألماني ومنصب قائد سلاح الجو الألماني المعروف باللوفتفافه (Luftwaffe).
لكن خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، اتهم غورينغ من قبل هتلر وعدد من المقربين منه بالخيانة. وبسبب ذلك، أصدر هتلر أمرا بإعدامه... لكن غورينغ نجا من الإعدام، حيث اتخذ قرارا تزامنا مع سقوط برلين بالتوجه نحو الأميركيين وتسليم نفسه رفقة أفراد عائلته.
انتحار وحرق للجثة
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية بشكل رسمي، فضل الحلفاء إجراء محاكمة لكبار المسؤولين النازيين بدلا من إعدامهم بشكل مباشر. وبحلول نوفمبر عام 1945، بدأت فعاليات محاكمات نورمبرغ الشهيرة التي مثل خلالها 24 مسؤولا ألمانيا، إما بالحكومة الألمانية أو بالجيش الألماني، أمام المحكمة وواجهوا تهما تراوحت بين التآمر، وارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية.
ثم بحلول أكتوبر عام 1946، اختتمت المحكمة أعمالها عقب إصدارها لأحكام بإعدام 12 فردا من المتهمين وسجن 7 آخرين وتبرئة البقية. وكان على رأس قائمة من صدر بحقهم أحكام بالإعدام كل من هرمان غورينغ، الذي وجد مذنبا بجميع التهم السابقة، ووزير الخارجية الألماني يوهاكيم فون ريبنتروب (Joachim von Ribbentrop) وقائد الجيش الألماني فيلهلم كايتل (Wilhelm Keitel).
لكنّ عدداً من هؤلاء المحكومين فضلوا الانتحار عن الإعدام، وقد مثل روبرت لاي (Robert Ley) أول هؤلاء المنتحرين حيث عمد إلى شنق نفسه بزنزانته.
ومع نهاية المحاكمات، لم يتردد غورينغ بدوره في إنهاء حياته قبل نحو ساعتين فقط من شنقه. ففي حدود الساعة الحادية عشرة ليلا يوم 15 أكتوبر 1946، تناول غورينغ كبسولة تحتوي على سم "السيانيد" ليفارق على إثر ذلك الحياة بعد لحظات.
في حين أثارت عملية انتحار غورينغ حالة من الغضب بصفوف الحلفاء الذين تحدثوا عن عدم احترام المحكمة وقراراتها. فضلا عن ذلك، فتح تحقيق بهدف العثور على الشخص الذي زود غورينغ بهذا السم... لكن التحقيق لم يفض لأية نتيجة واضحة وملموسة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news