أكدت الحملة الأمنية المشتركة، وهي تودع اليوم الشهيدة افتهان المشهري وتشيّع جثمانها الطاهر إلى مثواها الأخير، أن اغتيالها لم يكن مجرد اعتداء آثم على روحها، بل كان محاولة بائسة لاغتيال روح تعز، واستهدافاً مباشراً لكرامتها وحقها في الحياة الحرة الكريمة.
وقالت الحملة في بيان اطلع عليه "الموقع بوست": "لعل إحدى دلائل عظمة الشهيدة افتهان، أنها لم ترحل وحدها، بل تركت خلفها روحاً متقدة استنهضت الجميع، وألقت بالمسؤولية على كاهل كل فرد في هذه المدينة، لتصحيح الاختلالات ومعالجة الإشكالات، والمضي قدماً في خدمة صمود تعز واستمرارها في جبهات الكرامة.
وأضافت "غير أن هذا الجُرم البشع، الذي أراد أن يطعن المدينة في صميمها، فجّر في المقابل يقظة شعبية جسدت أسمى معاني التضامن المقاوم، وأكدت أن تعز، بوعي أبنائها، لا تُكسر ولا تُخذل".
وأكدت أن هذه الهبّة الشعبية التي شهدناها طوال الأيام الماضية، ما هي إلا امتداد حي لروح السادس والعشرين من سبتمبر، وجوهر الجمهورية التي لا تموت.
وتابع البيان "نحن إذ نحيي هذا الحس المجتمعي المتأهب، نؤكد أن هذه الروح تعكس تعافي المدينة وقدرتها على استعادة صوتها في الدفاع عن أمنها واستقرارها، وترسيخ الحالة المقاومة التي لم تفارقها منذ اللحظة الأولى للانقلاب الحوثي وحصاره للمدينة".
وأشار إلى أن الحملة الأمنية المشتركة، عملت منذ اللحظة الأولى، بتنسيق كامل ومتكامل مع وزارتي الداخلية والدفاع، وبإشراف مباشر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي فخامة الدكتور رشاد العليمي، لإدارة هذه المواجهة وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا، وبوعي عميق بحساسية الموقف ودقته.
وأردفت الحملة "نُدرك أننا لسنا في وضع مثالي، فتعز ما تزال مسرحاً لعمليات عسكرية مفتوحة، ومدينة محاصرة تقف يومياً في مرمى النيران. ومع ذلك، يواصل الجيش والأمن ومنظوماتنا الأمنية أداء الواجب بموارد شحيحة تكاد تكون منعدمة، لكن بإصرار وعزيمة صلبة، هي ذاتها التي أسقطت رهان العدو الحوثي وكسرت مشروعه الكهنوتي".
وجددت الحملة الأمنية التأكيد في استمرار مواجهة العدو الحوثي، كما نحن مستمرون في معالجة الاختلالات التي نشأت في ظرف الحرب.
واستدركت "نحن نُقر بشجاعة أننا نعمل وسط تحديات جسام، غير أن تعز، بتضافر أبنائها ويقظة مجتمعها، تُسقط يوماً بعد آخر كل محاولات النيل من أمنها واستقرارها ووحدتها".
وقالت "لقد أظهر أهل تعز في هذه المحنة غضباً واعياً واتجاهاً صائباً، ونحن أبناء هذه المدينة وجرحها ووجعها، ومؤسستها الأمنية والعسكرية، نقف بشرف في طليعة المشهد المقاوم. وسنظل نؤمن أن تعز لا تخون روحها ولا تخذل تاريخها، وأن غضبها سيبقى حصنها المنيع، وصرامتها هي ما يُفشل كل مؤامرة ويُحبط كل محاولة لزعزعة صمودها".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news