تحرم علي أشمح وفيها عابدة”

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 109 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحرم علي أشمح وفيها عابدة”

بشرى العامري :

لهذا المثل حكاية صارت سلاحا في وجه الظلم

ففي قلب المناطق الوسطى من اليمن، وتحديدا في قرية اشمح التابعة لعزلة مقنع الأعلى بمديرية النادرة محافظة إب، وُلد مثل شعبي ظل يتردد على ألسنة الناس هناك جيلاً بعد جيل: “تحرم علي اشمح وفيها عابدة”.

ووراء هذا القول الشهير حكاية مليئة بالبطولة والكرامة في وجه الظلم والجبروت.

تعود القصة إلى زمن الإمام يحيى حميد الدين، حين كان يرسل عساكره الغلاظ الجبابرة إلى القرى والعزل لجباية الزكاة والإتاوات من المزارعين البسطاء. هؤلاء العسكر لم يكتفوا بجمع تلك الأموال والمحاصيل الزراعية والمواشي وغيرها، بل اعتادوا أن يطلبون أفخر الأطعمة والضيافة مستغلين سطوتهم وبطش الإمام بمن يخالف أوامرهم.

وفي أحد الأيام، دخل مجموعة من عساكر الإمام إلى قرية اشمح، وكان هؤلاء العسكر غالبا قادمين من مناطق اقصى شمال البلاد.

 قصد أحد العساكر بيتا لم يجد فيه إلا امرأة تُدعى عابدة، معروفة برجاحة عقلها وقوة بأسها وضخامة جسدها وقوته، طلب منها العسكري أن تعد له عشاء فاخرا قائلاً:

“اشتي دجاج حبلا وخبز نقي، ما اني بجر امج”

أي أنه ليس كأخيها الأكبر ليأكل أي شيء، بل هو عسكري الإمام ويجب أن يُخدَم بما يشتهي.

أجابته عابده بأنه لا يوجد لديها شيء مما طلب، وأن يأكل الحاصل، فراح يهددها بالضرب ويقذفها بألفاظ نابية، حتى استشاظت غيضا فأمسكت به وهو ضعيف البنية، وجردته من سلاحه وشاله والقت بها من رأس الدرج الى أسفل المنزل، وقامت بضربه لتطرحه في تنور من الطين يعد عادة فيه الخبز.

ارتفع صراخه حتى هرع أهل القرية لفك الاشتباك، خوفا من أن يحدث لعسكري الامام أي مكروه فيكون انتقامه شديدا بأهل القرية.

ودخل عليهم عدد من العساكر الاخرين وكان العسكري يكرر بغضب حين سُئل عن بندقيته:

“بندقي في السفل”

أي في أسفل المنزل حيث توضع المواشي.

وبعد أن خلصه الجميع من قبضتها حاولوا ثنيه من الانتقام، والابتعاد عن منزلها خوفا من ثأر أهلها بعد انتهاكه حرمة منزلهم إلا انه أصر على الانتقام منها جراء ما فعلته به قائلاً:

“والله ما اسير من هذه القريه الا براس الشوفه المزندله”

أي أنه لن يخرج إلا برأس المرأة القوية المسترجلة.

لكن شكاوى أعيان القرية تصاعدت حتى وصل أمره لوالي المنطقة، فنُقل العسكري إلى منطقة بعيدة وحُذر من العودة.

عندها فقط أدرك أنه خسر المعركة، وفقد الأمل في الانتقام، فنطق بالمثل الذي صار على كل لسان:

“تحرم علي اشمح وفيها عابده”

ولم تتوقف بطولات نساء هذه القرية عند هذا الحد.

ففي إحدى المرات، جاء عسكري آخر إلى القرية، وصادف امرأة وطفلها جائعين لا يملكون شيئا، وأصر أن يطعمانه أو يأخذهما إلى السجن.

حاولت المرأة الدفاع عن نفسها، فتشابكا بالأيدي، وسرعان ما التف الناس حولهما على صراخه.

كان العسكري يصرخ قائلاً:

“اصبعي في ثمها”

أي إصبعي في فمها، في إشارة إلى عجزه عن الإفلات من قبضتها.

 وبالكاد خلصه الناس من تلك المرأة، وأصبحت عبارته هذه مثلا يتندر به أبناء المنطقة على تبجح عساكر الإمام وغطرستهم، ويتغنون بمقاومة نساء القرية لظلمهم.

وهكذا، صار مثل “تحرم علي اشمح وفيها عابده” شاهدا على بطولة امرأة واحدة تحدت عسكري الإمام، ورمزا لمقاومة نساء تلك القرى للظلم والبطش.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رسالة خطية غامضة من حاكم دبي تصل مكتب رئيس الوزراء اليمني... ما جاء فيها سيقلب الموازين!

جنوب العرب | 1107 قراءة 

عاجل: توكل كرمان: سقوط تعز ومأرب بيد الحوثي بوابة لانهيار الجنوب خلال 48 ساعة

مأرب برس | 612 قراءة 

أنباء غير مؤكدة عن انشقاق قائد اللواء 62 حرس جمهوري وانضمامه لقوات الشرعية في مأرب

يني يمن | 599 قراءة 

أبناء حضرموت يفجرون مفاجأة مدوية أذهلت السعوديين والخليجيين

المشهد اليمني | 520 قراءة 

استجابة لخطورة المرحلة.. إعلان “المقاومة الوطنية المسلحة” بقيادة العميد أمجد خالد

موقع الجنوب اليمني | 364 قراءة 

العولقي يعلق على اعلان الكفاح المسلح ضد القوات في عدن

كريتر سكاي | 317 قراءة 

عاجل : المجلس الانتقالي يسلم ثروات الجنوب وفي مقدمتها النفط والطاقة لروسيا مقابل أحلام الانفصال.. والحكومة الشرعية خارج إطار الحسابات

مأرب برس | 304 قراءة 

محور تعز يحمل الحوثيين مسؤولية استهداف “العميد رزيق” ويكشف حقيقة الحديث عن “صراعات داخلية”

بران برس | 299 قراءة 

جندي في "درع الوطن" يعثر على قطعة "عنبر دخني" نادرة ويرفض بيعها بمليون ريال سعودي

كريتر سكاي | 297 قراءة 

عدن: صرف مرتبات موظفين وعسكريين في تسع محافظات

يمن إيكو | 283 قراءة