يمن إيكو|أخبار:
في قراءة حديثة تفتح آفاقاً واسعة لاستراتيجية الأمن الغذائي المعاصر في اليمن، أكدت الدراسات الجيومورفولوجية (علم يدرس سطح الأرض وتضاريسها وعوامل تشكلها) أن المدرجات الزراعية اليمنية نشأت قبل أكثر من 3 آلاف عام، كواحدة من أقدم الحلول الاقتصادية المستدامة لمواجهة تحديات التصحر والتغيرات المناخية، وفقاً لما نشره الباحث في الآثار اليمنية القديمة، رياض الفرح، على حسابه بمنصة فيسبوك، ورصده “يمن إيكو”.
وتشير الدراسات إلى أن المدرجات الزراعية، لم تكن مجرد ابتكار هندسي، بل مشروعاً استثمارياً في رأس المال الطبيعي؛ فقد حوّلت الجبال الوعرة إلى أراضٍ خصبة، ووفرت إدارة ذكية للمياه، ومنعت انجراف التربة، ما ضاعف إنتاجية المحاصيل الزراعية مثل الحبوب والبن والفاكهة، لتسهم بذلك في تأمين الغذاء للمجتمع اليمني في أعالي الجبال.
وحسب الدراسة، فقد مثلت المدرجات- التي ارتبطت بازدهار الحضارة السبئية وبناء سد مأرب- نموذجاً مبكراً للاستدامة الاقتصادية، حيث استندت إلى مبدأ تعظيم الاستفادة من الموارد المحدودة، وضمان الاستقرار السكاني، بما عزز من قوة المدن التجارية اليمنية القديمة، وجعلها منافساً إقليمياً في تجارة البخور واللبان.
ويؤكد خبراء التنمية أن إعادة قراءة المدرجات الزراعية اليوم من منظور اقتصادي يفتح آفاقاً واسعة لاستراتيجيات الأمن الغذائي المعاصر، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية وشح الموارد، حيث تظل هذه المدرجات أكبر “أصول اقتصادية طبيعية” يمكن استثمارها في تحقيق التنمية المستدامة باليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news