يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة ارتباك متصاعدة جراء التطور اللافت في القدرات العسكرية لجماعة الحوثي، خصوصاً في ما يتعلق بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة بعيدة المدى، التي باتت تصل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما تواصل الأمم المتحدة تحذيرات من عواقب التصعيد.
ويرى محللون أن التصعيد الأخير، المتمثل في استهداف ميناء إيلات بطائرات مسيّرة وصواريخ متطورة أسفرت عن إصابة العشرات ، يعكس نقلة نوعية في قدرات الحوثيين، بعدما كانوا قبل سنوات يعتمدون على أسلحة محدودة المدى.
هذا التطور أجبر إسرائيل على إعادة حساباتها العسكرية والأمنية في البحر الأحمر، حيث باتت السفن التجارية والقطع البحرية في مرمى الهجمات.
طوفان أقصى يمني
صحف إسرائيلية أشارت إلى أن الحوثيين لم يعودوا قوة "محلية" محصورة في اليمن، بل طرف إقليمي فاعل يربك منظومات الدفاع الإسرائيلية، ويزيد من الضغط على حكومة تل أبيب التي تخوض مواجهة على أكثر من جبهة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الجمعة، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رصدت تطورا ملحوظا في القدرات العسكرية لجماعة الحوثي ، خاصة في مجالي الدفاع والتصنيع الذاتي، وتتابع عن كثب خطة "طوفان الأقصى – نسخة اليمن".
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين أحرزوا تقدما في إنتاج الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى، مستفيدين مما سمته الخبرات الإيرانية ودعم مهندسين محليين، إلى جانب استخدام الأنفاق لتصنيع هذه الأسلحة وتخزينها.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي لاحظ تطورا في نموذج الدفاع الذاتي للحوثيين، من خلال إنشاء مصانع تحت الأرض في مناطق نائية، ضمن مشاريع توصف بأنها "سرية".
وبالمقابل، أنشأت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وحدتين جديدتين للتعامل مع ما وصفته بـ"تحدي الحوثيين"، والذي يشمل أيضا تدريبات على تنفيذ "غزو إسرائيل من الشرق".
تطور حوثي يقابله تهديدات
في إطار التصعيد الأخير بين إسرائيل وجماعة الحوثي، وجهت إسرائيل تهديدات مباشرة للحوثيين، متوعدة بردود قاسية على أي هجمات تستهدف أراضيها.
وفي 19 سبتمبر 2025، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قائلاً: "دورك سيأتي"، في إشارة إلى استهداف زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في حال استمرار الهجمات. كما وصف الهجمات الحوثية بأنها "إرهابية" وأكد أن إسرائيل سترد بقوة على أي تهديدات.
وقبل أيام، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من لهجته تجاه الحوثيين، متوعدا إياهم بـ"رد قاس"، مستشهدا بما ورد في العهد القديم.
وقال عبر منصة إكس: "الحوثيون يطلقون الصواريخ مجددا على إسرائيل. ضربة الظلام، ضربة الأبكار، سنكمل جميع الضربات العشر".
تحذير أممي
وفي ظل هذه التطورات ، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل والحوثيين، معبّراً عن قلقه البالغ إزاء خطورة تفاقم الأوضاع في المنطقة.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، في بيان صادر من نيويورك أمس السبت ، إن الحوثيين قصفوا في 24 سبتمبر مدينة إيلات بطائرة مسيرة، ما أسفر –بحسب التقارير– عن إصابة عشرين شخصاً بجراح.
وأضاف أن إسرائيل شنت في 25 سبتمبر غارات جوية على العاصمة صنعاء، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 150 آخرين بجراح.
وذكّر الأمين العام جميع الأطراف بالتزاماتها بضمان احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات، وفقاً للقانون الدولي، مجدداً دعوته إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لوقف دوامة التصعيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news