"أبي... رضاك هو كل الدنيا والآخرة" — بهذه العبارة المؤثرة ودّعت فتاة يمنية في مقتبل العمر والدها، قبل أن تُقدم على الانتحار في قرية الهارونية بمديرية المنيرة، محافظة الحديدة، في حادثة هزّت الرأي العام وأعادت تسليط الضوء على ظاهرة الابتزاز الإلكتروني المتفاقمة في البلاد.
وقالت مصادر محلية ، إن الفتاة، التي لم يُكشف عن اسمها احترامًا لخصوصية الأسرة، تركت رسالة مؤلمة قبل انتحارها، كشفت فيها عن تعرضها لابتزاز نفسي وإلكتروني من قِبل أحد المنتمين للميليشيات الحوثية، والذي يعمل ضمن صفوف ما يُعرف بـ"المجاهدين"، وظهر في صور متداولة خلال فعاليات حوثية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
وأكدت المصادر أن الشاب المبتز تم القبض عليه من قِبل الأهالي، لكن حتى الآن لم يتم تحويله إلى النيابة، في ظل ما وصفه الأهالي بـ"التواطؤ أو الضغوط" التي تُمارس لمنع محاسبته.
وأشارت وصية الفتاة إلى حجم الألم الذي عانته بسبب الابتزاز، حيث ختمت رسالتها بعبارة:
"اخرجوا لي حقي منه وخلوا العباد ترتاح من شره"، مطالبة المجتمع بأخذ حقها وإنهاء معاناة فتيات أخريات قد يقعن ضحية لنفس المصير.
وتظاهر عدد من أهالي قرية الهارونية، اليوم، للمطالبة بالعدالة ومعاقبة الشاب الذي تسبب في هذه الجريمة المعنوية، مؤكدين أن القضية لم تعد مجرد حادثة انتحار، بل صرخة استغاثة من وباء صامت يهدد بنات اليمن في ظل غياب الحماية القانونية والدعم المجتمعي.
ويؤكد ناشطون أن الابتزاز الإلكتروني بات من أكثر الجرائم انتشارًا، خصوصًا في ظل الحرب والانفلات الأمني، مطالبين بسرعة سن تشريعات تحمي الضحايا، وتوفر أدوات قانونية صارمة لمحاسبة الجناة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news