كشفت هيئة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت 27 سبتمبر/أيلول 2025م، تفاصيل جديدة عن العملية التي أسفرت عن مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاغتياله.
واليوم السبت، أحيا عشرات آلاف من مناصري حزب الله في العاصمة بيروت الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام السابق حسن نصرالله بضربات إسرائيلية، في وقت جدد التنظيم الشيعي تمسكه بسلاحه، رغم قرار السلطات اللبنانية نزعه.
وقتل نصرالله عن 64 عاما بضربات جوية استخدمت فيها إسرائيل أطنانا من المتفجرات، على منشأة للحزب تحت الأرض في منطقة حارة حريك بمعقله في ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول/سبتمبر2024، وذلك في خضم حرب خاضها الطرفان.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها تفاصيل مكمّلة عن العملية، كاشفة أن عملاء من "الموساد" زرعوا أجهزة متطورة قرب مخبأ نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستغلين تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية على المنطقة كغطاء لعمليتهم.
وأشار التقرير إلى أن زعيم التنظيم بقي داخل ملجأ أنشئ بتكنولوجيا إيرانية وهو يحاول التخطيط لهجمة مضادة، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ يوليو/تموز 2024 حملة منظمة لاستهداف قادة حزب الله والحدّ من قدرته على تنفيذ ضربات دقيقة، وذلك بعد حادثة مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس.
وأضافت الصحيفة، أن الحملة بدأت بمقتل "الرجل الثاني" في حزب الله فؤاد شكر، في يوليو 2024، ثم تلتها عملية تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، وصولاً إلى العملية التي قضت على نصر الله.
ووصفت الصحيفة التحضيرات لعملية أجهزة البيجر بـالبسيطة، مقارنة بما كانت عليه التحضيرات لعملية اغتيال نصر الله التي نُفذت في 27 سبتمبر (أيلول) 2024 خلال شن غارات جوية على الضاحية، مشيرةً إلى إلى المخاطر البالغة التي واجهها عناصر الموساد خلال نقلهم لحزمٍ متطورة داخل مبنىٍ يقع فوق مجمّعٍ سكني متعدد الطوابق يضم المخبأ الرئيسي لقيادات حزب الله.
وقالت الصحيفة إن المخابرات الإسرائيلية كانت على علمٍ بمواعيد محتملة لاجتماع نصر الله مع قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، الجنرال عباس نيلفروشان، وقائد الجبهة الجنوبية في حزب الله علي كركي، مضيفةً أن المخبأ كان معروفاً فقط لعدد محدود من حراس الأمن والدائرة الداخلية للحزب، ما زاد من حساسية العملية.
ووفقاً للصحيفة كان من المقرَّر أن يضع عناصر (الموساد) أجهزتهم في نقاط محدّدة مسبقاً داخل المبنى الذي يقع فوق المجمّع، وهم يدركون تماماً أن فرص نجاتهم لا تتعدى خمسين في المائة؛ إذ إنه حتى لو لم يكشفهم عناصر حزب الله، فإنهم سيكونون عرضة لخطر الإصابة بشظايا من القنابل الإسرائيليّة التي تستهدف المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن عناصر الموساد طلبوا من مشغّلهم وقف الغارات فوق حارة حريك لتأمين طريق وصولهم إلى المبنى، لكن المشغّل أخبرهم أن القصف قد يزداد كثافة، ورغم ذلك نفذ الفريق مهمته تحت غطاء جوي كثيف وزرع الأجهزة في نقاط محددة ثم انسحب.
وأوضحت يديعوت احرنوت، أن الموساد أكمل المهمة تحت وابل القنابل الإسرائيليّة، وزرع الأجهزة في الأماكن المحدّدة وانسحب، مضيفةً أن المعدّات التي حملوها كانت تبدو وكأنّها شيء من عالم الخيال العلمي، وكان قد انتهى العمل عليها في عام 2022.
وأضافت أن الأجهزة تم تجهيزها قبل نحو عام من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وكانت مصمَّمة لشنّ ضربات دقيقة على أعماق دقيقة تحت الأرض، مشيراً إلى أن (الموساد) سعى للحصول على هذه التقنية ليس فقط من أجل لبنان، بل أيضاً من أجل ضربة محتمَلة على البرنامج النّووي الإيراني.
وقالت الصحيفة إن قسم تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع شارك في تطوير الأجهزة إلى جانب خبراء الاستخبارات والتكنولوجيا، كما شارك سلاح الجو وشركات الدفاع ذرافائيل وإلبيت، اللتان طورتا القدرة على الدقة والاختراق العميق للأسلحة.
وفي 28 سبتمبر/أيلول 2024م، أعلن حزب الله اللبناني، ت مقتل أمينه العام حسن نصر الله إثر غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد فترة وجيزة من تأكيد إسرائيل أنه قتل في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر القيادة المركزي للجماعة، الجمعة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش "قضى على نصر الله، وعلى المسؤول، علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة."
وأضاف: "لقد أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات المؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news