أفرجت السلطات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، ظهر اليوم السبت، عن الصحفي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، بعد ساعات من اعتقاله.
وقال بن لزرق، في بث مباشر على صفحته في فيسبوك، إن قوة تابعة لشرطة المنصورة (كابوتا) اعتقلته بذريعة عدم تجديد تصاريح مؤسسته الصحفية من مكتب الثقافة بالمديرية، غير أن السبب الحقيقي – بحسب قوله – يعود إلى تناوله قضية الجبايات المفروضة على ملاك باصات النقل، والتي سبق أن نشر حولها مقطع فيديو وثّق فيه إحدى نقاط التحصيل، مشيراً إلى أن في مدينة عدن وحدها نحو عشر نقاط جباية.
وأضاف أنه مستعد لمغادرة عدن إذا لم يعد مرحباً بوجوده في العاصمة المؤقتة، الخاضعة بالكامل لسيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات.
هذا واعلنت هيئة تحرير موقع المشهد الدولي عن تضامنها الكامل مع الصحفي والإعلامي اليمني فتحي بن لزرق لكونه هو وصحيفة عدن الغد احد دعائم الصحافة اليمنية .
فيما ادانت هيئة تحرير موقع عدن الغد هذا العمل الذي لايعد الا اعلان فوضى في العاصمة المؤقتة عدن.
هذا ويتعرض الصحفيون والنشطاء والإعلاميون بين الحين والآخر لانتهاكات متكررة من قبل تلك القوات، التي تفرض تضييقاً متزايداً على العمل الصحفي والإعلامي عاماً بعد آخر.
وتداولت وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي هذا الخبر وادانته مستنكره ذلك فقد أدان الصحفي والعميد علي منصور مقراط بشدة واقعة اقتحام مقر صحيفة «عدن الغد» واعتقال رئيس تحريرها فتحي بن لزرق، واصفًا ما حدث بأنه «انقلاب على حرية الصحافة ومحاولة فاضحة لتكميم الأفواه»، ومطالبًا بالإفراج الفوري عنه وإعادة فتح مقر الصحيفة وتقديم اعتذار علني أمام الرأي العام.
وأضاف أن ما حدث يمثل «عملًا همجيًا ووحشيًا» يستهدف حرية التعبير والإعلاميين الأحرار، محذرًا من أن التاريخ لن يرحم كل من يسعى لإسكات الكلمة الحرة. وأكد أن فتحي بن لزرق يمثل «علامة فارقة في عالم الصحافة المستقلة»، وأن استهدافه هو استهداف لكل صوت حر في اليمن.
وطالب مقراط باتخاذ إجراءات عاجلة تتمثل في الإفراج عن بن لزرق وكافة المعتقلين من طاقم «عدن الغد»، وإعادة فتح مقر الصحيفة والموقع الإلكتروني فورًا، وتقديم اعتذار رسمي أمام الشعب، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقال مقراط في بيان صحفي نشرته صحيفة عدن الغد إن ما جرى يعيد إلى الأذهان واقعة اقتحام صحيفة «الأيام» وإغلاقها في عهد النظام السابق، معتبرًا أن استهداف «عدن الغد» لا يستند إلى أي مبررات منطقية، خاصة وأن الصحيفة ظلت منبرًا مفتوحًا لجميع القوى السياسية، بما فيها المجلس الانتقالي الذي احتضنت الصحيفة أخباره ومواقفه دون إقصاء.
واختتم مقراط بيانه بالتأكيد على أن «الصحافة الحرة خط أحمر»، مشددًا على أن كل محاولات إسكات الإعلام ستصطدم بإصرار الصحفيين على أداء رسالتهم، وأن «جبروت الحقيقة سيبقى أقوى من أي محاولات لقمعها».
هذا و قال نائب مدير أمن عدن، العميد أبوبكر جبر، إن تطبيق القانون هو الوسيلة الوحيدة لمنع الفوضى، مشددًا على أن أي اعتقال لناشط سياسي أو صحفي لم يمر عبر النيابة والأطر القانونية يعد فوضى لا يمكن القبول بها.
وأضاف العميد جبر في تصريح لصحيفة عدن الغد: “طبقوا القانون، وعلى مسؤوليتي لن يستطيع أحد التحدث عنكم، وعند الدولة المنشودة لا مكان للتصرفات العشوائية أو القرارات المبنية على رسائل مبطنة، فهي دليل فشل”، على حد قوله.
وأوضح نائب مدير أمن عدن أن الإجراءات القانونية السليمة تبدأ أولًا بإشعار الشخص المطلوب عبر استدعاء رسمي وإبلاغه بالتهمة أو المخالفة المنسوبة إليه، مؤكدًا أن تجاوز هذه الأطر يفتح الباب للفوضى ويسيء لسمعة مؤسسات الدولة.
وأكد جبر أن على الجميع الاستفادة من الأخطاء السابقة، محذرًا من أن تكرارها سينعكس سلبًا على الدولة ومؤسساتها، لافتًا إلى أن أي اعتقال يتبعه إفراج سريع دون محاسبة يفقد هيبة القانون ويجعل الأمر بلا جدوى.
وختم العميد جبر تصريحه بالتأكيد على أن القانون هو المرجع والضامن الوحيد لحقوق الجميع، وأن احترامه واجب على كافة الأطراف، مشددًا على أن الأجهزة الأمنية لن تكون غطاءً لأي إجراءات لا تستند إلى مسوغ قانوني واضح.
فيما أكد الصحفي ماجد الداعري، في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، أن ما حدث من إغلاق لمقر صحيفة عدن الغد واعتقال رئيس تحريرها فتحي بن لزرق بعيدًا عن النيابة والأطر القانونية يعد تجاوزًا واضحًا للصلاحيات وجهلًا بأسس العمل
وقال الداعري في منشوره: “يجب إيقاف ومحاسبة من أمر بإغلاق صحيفة عدن الغد واعتقال رئيس تحريرها بعيدًا عن النيابة، لتجاوزه صلاحياته وجهله بأسس عمله”، مشددًا على أن احترام القانون والمؤسسات القضائية هو الطريق الوحيد لضمان الحقوق وحماية حرية الصحافة.
وأضاف أن ما جرى يمثل سابقة خطيرة تمس بحرية التعبير، داعيًا إلى وقف هذه الممارسات التي تسيء إلى سمعة العاصمة المؤقتة عدن وتفتح المجال أمام الفوضى، مؤكدًا أن الصحافة ستبقى صوت الناس الحر، وأن محاولات تكميم الأفواه لن تنجح في إسكاتها.
ولازالت منصات التواصل الاجتماعي تستنكر هذا العمل وتدينه عبر ادانات وبيانات رسميه
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news