من الثورة إلى السقوط.. لماذا انهارت صنعاء مجدداً بيد الإمامة بعد نصف قرن من الجمهورية؟

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 131 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من الثورة إلى السقوط.. لماذا انهارت صنعاء مجدداً بيد الإمامة بعد نصف قرن من الجمهورية؟

تقرير خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:

بينما كان اليمنيون يستعدون في العام 2014 للانتقال إلى الاستفتاء على دستور اليمن الاتحادي، بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني، كانت صنعاء على موعد مع معركة أخرى، معركة أعادتها مجدداً إلى ماقبل العام 1962 إلى العهد الإمامي الذي ثار عليه.

صنعاء التي احتضنت الجمهورية لأكثر من نصف قرن، وحولتها الجمهورية من مدينة معزولة محاطة بالأسوار الترابية، إلى عاصمة تحتضن كل اليمنيين تزخر بالحياة والحرية، والأمن والاستقرار لتعيدها مجدداً محاطة بالأسوار الإمامية المرفوض محلياً ودولياً.

في إطار مناقشة “يمن ديلي نيوز” أسباب سقوط صنعاء بيد الإمامة بعد نصف قرن من الزمن، يؤكد باحثون في التاريخ على مسؤولية القوى الجمهورية في عدم تحصين الجمهورية، وبقاء فكرة الإمامة قائمة دون أن يتم مواجهتها.

تحت الرماد

يقول الباحث في التاريخ زايد جابر قال لـ”يمن ديلي نيوز” إن الامامة فكرة قبل أن تكون دولة أو سلطة، وفي عام ١٩٦٢ سقطت الإمامة الدولة، وبقيت الفكرة تحت الرماد تتحين الفرصة للعودة مرة أخرى وبالتدريج عادت أفكار الامامة وتدريس تراثها تحت مبرر المذهب الزيدي.

واعتبر “جابر” قيام الثورة الايرانية الخمينية عام ١٩٧٩ من العوامل التي ساعدت بالتسريع بالنشاط الامامي، حيث رأى فيها دعاة الامامة نافذة إقليمية جديدة لدعم مشروعهم خاصة مع تبني الثورة الايرانية لمبدأ تصدير الثورة.

ومع قيام الوحدة اليمنية وتبني الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية عام ٩٠ – يقول جابر – استغل دعاة الامامة ذلك فأسسوا أحزاب سياسية وأنشأوا المراكز التعليمية والمراكز الصيفية ودور النشر، وكلها كانت تعد وتهيئ الارضية لعودة الامامة.

وأردف: انتقلت الإمامة من النظرية إلى التطبيق مع بدء تمرد الحركة الحوثية عام ٢٠٠٤ والتي خاضت ستة حروب ضد الدولة، وللأسف فإن صراعات السلطة والمعارضة وصراعات داخل السلطة نفسها حالت دون القضاء على هذا التمرد الذي كان لا يزال في بواكيره.

وقال: جاءت ثورة فبراير وتفكك وضعف الدولة وانقسام الجيش، ونزعة الانتقام وغفلة النخب الجمهورية عن الخطر الامامي والدعم الخارجي للحوثي وموجة الثورات المضادة، كل هذه العوامل ساعدت المليشيات الحوثية لإسقاط العاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، والذي مثل عودة رسمية لنظام الامامة البائد وإن بصورة جديدة، وشكل جديد فرضته متغيرات العصر لكنه لم يتغير مضموناً وهدفاً واسلوباً ونتيجة.

الأكاديمي والباحث السياسي “بازياد” لـ “يمن ديلي نيوز”: الإمامة لم تكن لتعود لو لم تشوه ملامح الجمهورية

بقاء الفكرة

ويتفق الباحث في التاريخ العميد خالد الفرح مع الباحث زايد جابر في أسباب عودة الإمامة أن الثورة لم تتخلص من فكرة الامامة.

يقول لـ”يمن ديلي نيوز”: تسللت الإمامة مجدداً إلى الجمهورية وسيطرتها على صنعاء يعود إلى أن الثوار الأحرار قضوا على الإمامة كأسرة وابقوا عليها كفكرة ممثلة بنظرية البطنين في المذهب الهادوي الزيدي.

ومما ساهم في إعادة الامامة لإنتاج نفسها من جديد – يضيف الفرح – عودة من أسماهم المتوردين، بموجب ما عر ف بالمصالحة بين الجمهوريين والملكيين عام 70م والتي بمقتضاها عادوا للمشاركة في السلطة بعدد من الوزارات والمناصب، الإدارية في حكومة الجمهورية.

واستدل الباحث الفرح على تخطيط الإمامة للعودة مجدداً أثناء مشاركتهم في الحكومة بما قاله أحمد الشامي يتوعد بالعودة مجددً:

قل لفيصل والقصور العوالي

إننا نخبة أباة أشاوس

 

سنعيد الإمامة للحكم يوما

بثياب النبي أو بسروال ماركس

 

فإذا أعرض الحجاز ونجد

فلنا إخوة كرام بفارس

واختتم: كذلك كانت ال 33 سنة الماضية هي سنوات الغفلة التي مكنت الإمامة من العودة من خلال تواجدهم بالقرب من الرئاسة يحيى المتوكل ويحي الشامي وغيرهم كثير.

فشل حملة المشروع

أمين عام مساعد حركة النهضة للتغيير السلمي، علي الاحمدي، من جانبه قال: الإمامة لم تتسلل إنما فشل حملة مشروع الجمهورية في الحفاظ عليها وعلى باقي المكتسبات العظيمة كالوحدة والنظام التعددي الديمقراطي وفتحوا الباب فدخل كل مخرب من داخل الوطن ومن خارجه وعلى رأسهم مشروع السلالة المتخلف الذي تحمله جماعة الحوثي.

وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: الذاتية الشخصية والنعرات الحزبية وتغليب تصفية الحسابات وحضور الأحقاد البينية جعل العيون تعمى عن خطر جماعة الحوثي حتى تمكنت وسيطرت على عاصمة البلاد وجزء كبير من البلاد.

كيف نحمي الثورة

ورداً على سؤال “يمن ديلي نيوز” حول كيفية حماية ثورة 26 سبتمبر مستقبلا قال أمين “الاحمدي”: لحماية الثورة ومكتسباتها يجب توحد اليمنيين خلف قيادة تكون من النوعية الفذة التي لا ترجو مكتسبات زائلة قدر ما ترجو إنقاذ الوطن وحماية الثورة وتخليد عملها في التاريخ.

أما الباحث “زايد جابر” فيرى أن حماية الثورة يحتاج أولاً لهزيمة الحوثيين عسكرياً وإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وسلاحها، ثم أثناء وبعد ذلك معالجات وبرامج وسياسات ثقافية وقانونية، تجرم دعاوى التمييز العنصري ونظرية الحق الالهي وامتلاك السلاح خارج إطار الدولة.

وأردف: كما نحتاج إلى إحياء تاريخ اليمن الحضاري ومواجهة اليمنيين الفكرية والمسلحة لدعاة الامامة عبر التاريخ وما قدموا من تضحيات في سبيل تخليص اليمن واليمنيين من دعاة الكهنوت قديما وحديثا.

خلاصة ماسبق يبقى درس سقوط صنعاء في 2014 تحذيرًا صارخًا بأن الجمهورية ليست مجرد نظام سياسي بل مشروع يحتاج إلى حراسة دائمة من ضعف المؤسسات والانقسامات الداخلية.

عودة أفكار الإمامة لم تكن حدثًا مفاجئًا بقدر ما كانت تراكمًا لفراغات سياسية وثقافية وأمنية تراكمت على مدار عقود.

لذلك فإن حماية ثورة 26 سبتمبر تتطلب جهوداً تبدأ باستعادة مؤسسات الدولة تتبعها برامج تثقيفية وقانونية تقضي على دعاوى التمييز ونظرية الحق الإلهي، ووحدة الصف الجمهوري.

“يمن ديلي نيوز” يبدأ اليوم مناقشة عوامل سقوط صنعاء مجددًا بيد الإمامة بعد نصف قرن من الثورة

مرتبط

الوسوم

النظام الإمامي

الجمهورية

الصف الجمهوري

ثورة 26 سبتمبر

صنعاء

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تعز.. موكب جنائزي مهيب يودّع مديرة صندوق النظافة الدكتورة إفتهان المشهري إلى مثواها الأخير

حشد نت | 690 قراءة 

عملية نوعية: إنزال قوات كومندوز في صعدة وسط تأكيدات حكومية

المرصد برس | 597 قراءة 

ما هي حقيقة غرق العاصمة عدن في هذا الموعد !

عدن تايم | 489 قراءة 

بن بريك يتحرك من الرياض لإصلاحات جذرية ويقترح تعديلا وزاريا في المؤسسات الإيرادية

سما نيوز | 422 قراءة 

جندي في قوات الانتقالي يحاول خطف زميلته من إحدى نقاط التفتيش (فيديو)

المشهد اليمني | 422 قراءة 

بينها دول عربية.. الوفود الدُّبلوماسية التي لم تنسحب من كلمة نتنياهو

نيوز لاين | 406 قراءة 

قناص محترف استخدم لتصفية "حمدي شكري" أثناء صلح قبلي بالصبيحة

مراقبون برس | 385 قراءة 

منع تاجير المنازل للنساء بدون محرم

كريتر سكاي | 349 قراءة 

صورة لطفل يمني تُثير تعاطفًا واسعًا.. القصة الكاملة وراء الانتشار

نيوز لاين | 337 قراءة 

طارق صالح يطمئن على صحة البركاني في القاهرة

حشد نت | 325 قراءة