كشفت مصادر عسكرية يمنية، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قيادات ميليشيا الحوثي، في الهجمات الإسرائيلية الأوسع التي استهدفت الخميس، مواقع مدنية وعسكرية متفرقة، في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن "الغارات الإسرائيلية التي طالت مقار الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للحوثيين، شرقي مدينة صنعاء القديمة، وفي غرب وشمال غرب العاصمة، أسفرت عن مقتل وإصابة قيادات حوثية".
رئيس دائرة التحقيقات
وأكدت أن "رئيس دائرة التحقيقات بجهاز الأمن والمخابرات التابع للميليشيا، عبدالواسع شرف أبو طالب، لقي مصرعه في الضربة التي استهدفت مبنى المخابرات العامة، في منطقة شملان شمال غربي صنعاء، إلى جانب قيادات وعناصر أخرى من الحوثيين".
وأشارت المصادر، إلى "معلومات ترجّح تواجد رئيس الجهاز، اللواء عبدالحكيم الخيواني، المُدرج على قوائم العقوبات الأمريكية، ونائب رئيس الأمن والمخابرات اللواء عبدالقادر الشامي، في المبنى الذي تم استهدافه، بمنطقة شملان".
وأضافت أن "المبنى المستهدف، المكوّن من عدة طوابق، سُويت أجزاء واسعة منه بالأرض، فيما فرضت الميليشيا طوقاً أمنياً حول المنطقة، ومنعت وصول المواطنين إليها".
من جهته، قال "جهاز الأمن والمخابرات" الحوثي في بيان، إن إسرائيل استهدفت مقارَ أمنية تابعة له، بما فيها مرافق إصلاحية الجهاز، وسجن آخر، ومحيطهما، "ما مكّن عدد من السجناء من الفرار، قبل أن يتم احتواء الموقف".
إلى ذلك، أفادت المصادر العسكرية ذاتها، بأن "الإجراءات الأمنية المشددة التي أعقبت استهداف المقاتلات الإسرائيلية لمجمع سكني في حيّ حدّة، جنوب غربي العاصمة، وهروع سيارات الإسعاف إلى المنطقة، تكشف أهمية الموقع والهدف"، غير مستبعدة أن يكون مقر اجتماعات سرّياً تحت غطاء مدني.
وذكرت مصادر يمنية أخرى، أن هذه الضربات، طالت "فيلا" سكنية يملكها تاجر السلاح الحوثي المعروف، فارس مناع، الملاحق بعقوبات مجلس الأمن الدولي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها، صباح الجمعة، عن مقتل 9 مدنيين، وإصابة 174 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في حصيلة ضحايا للغارات الإسرائيلية المتفرقة على صنعاء.
65 قنبلة
إلى ذلك، كشف تقرير عسكري يمني حصلت "إرم نيوز" على نسخة منه، أن "عدد الغارات الإسرائيلية تراوح بين 17 إلى 20 غارة متتالية، جرى خلالها إسقاط نحو 65 قنبلة، نُفذت عبر ما يقارب من 20 طائرة حربية، وهو ما يجعلها أكبر ضربة إسرائيلية جوية منفردة لها في اليمن، بالمقارنة مع سابقاتها".
وبيّن التقرير، أنه "جرى استهداف نحو 8 أهداف رئيسة، منها 5 أهداف عبارة عن مقار عسكرية غالبًا ما تتجمع فيها قيادات، وضباط، وعناصر، وخبراء مرتبطون بميليشيا الحوثيين، وموقعين مخصصين لتخزين الأسلحة، والمعدات العسكرية النوعية".
وأشار إلى أنه "بناءً على المعلومات الأولية التي رُصدت، فإن الضربات حققت أهدافًا عالية المخاطر، أبرزها تدمير موقعين عسكريين عبارة عن مخازن مكونات صواريخ باليستية وطيران مسيّر، علاوةً على استهداف قيادات من المستوى المتوسط وهم من الفنيين المشغلين والمساعدين المكلفين بإطلاق الصواريخ، ومنصات إطلاق الطيران المسيّر الهجومي".
ولفت التقرير، إلى "استهداف الهيئة العامة للاستعلامات والعلاقات التابع لجهاز الأمن القومي المتواجد في شارع سام بحي شملان مديرية همدان (غربًا)، بالإضافة إلى استهداف أحد مقار جهاز الأمن السياسي في شارع جيبوتي بالحي السياسي مديرية الوحدة (جنوبًا)".
مخازن سرية
وبحسب التقرير العسكري، "جرى استهداف مخازن سرية تتواجد في مقر دار الرئاسة، وتحديدًا في اللواء الأول مدرع حرس رئاسي، علاوةً على استهداف منشأة صناعية تقع قرب مقر إدارة البحث الجنائي التابع لوزارة الداخلية، والمتواجد في شارع العدل بمنطقة التحرير وسط صنعاء".
وكشف أن "عددًا من المباني والفلل المدنية التابعة لقيادات وشخصيات حوثية كانت ضمن أهداف غارات أمس الخميس، إذ استُهدف مبنى سكني مكون من 4 طوابق، يقع في حي الرقاص بمديرية معين (غربًا)، يتبع أحد القيادات الحوثية يُدعى عبدالمنعم مطهر".
وبحسب الحصيلة الأولية التي أوردها التقرير، تراوح عدد القتلى والجرحى بين 60 إلى 80 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، فضلًا عن تعرض العشرات من المساكن الأهلية، والمتاجر، والمرافق الحكومية، لدمار كلي ومتوسط وجزئي، خاصة في الحي السياسي، وشارع الرقاص، لاكتظاضهما بالمواطنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news