هل بدأت حبات مسبحة العصابات الإجرامية في تعز بالانفراط؟
شهدت محافظة تعز خلال اليومين الماضيين تطورات أمنية لافتة، تمثلت في مقتل المطلوب الأول في جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، الأستاذة أفتهان المشهري، أثناء مقاومته للحملة الأمنية، إلى جانب ضبط عدد من المطلوبين للأجهزة الأمنية. واعتبر مراقبون هذه المستجدات بمثابة مؤشر على بداية تفكك حلقات العصابات الإجرامية التي ظلت تنخر جسد المدينة وتغرقها في أتون الفوضى لسنوات
.
ويرى مراقبون أن ما يحدث اليوم في محافظة تعز أشبه بـ"سبحة" بدأت حباتها بالانفراط، وأن سلسلة طويلة من القضايا والملفات الأمنية باتت في طريقها إلى التفكك، بما يعيد الاعتبار لهيبة الدولة ويعزز حضور القانون على حساب الفوضى والانفلات.
في المقابل، اعتبر آخرون أن مجرد مقتل أو ضبط بعض المطلوبين لا يكفي، ما لم يتم استكمال العملية بشكل شامل يطال جميع المتورطين في جرائم القتل والنهب والسطو، بمن فيهم المقربون من قيادات عسكرية وأمنية بارزة.
وطالب ناشطون ومواطنون من أبناء محافظة تعز بضرورة التحرك الجاد لإلقاء القبض على جميع المتهمين، وعلى رأسهم فاروق فاضل، شقيق قائد محور تعز خالد فاضل، وعزام فرحان، نجل مستشار محور تعز عبده فرحان الملقب بـ"سالم"، وغيرهم من قيادات المحور والشرطة الذين وُجّهت إليهم اتهامات مباشرة بالضلوع في جرائم قتل ونهب وسطو على ممتلكات المواطنين.
وأكدوا أن بقاء بعض هذه الأسماء خارج دائرة المساءلة يضعف ثقة المواطنين بالإجراءات الأمنية، ويمنح انطباعاً بوجود انتقائية في تطبيق القانون، ما يعني أن الطريق نحو العدالة لا يزال طويلاً ومعقداً.
من جهتهم، شدد مواطنون ونشطاء على أن أي خطوات للتهدئة أو رفع المخيمات الشعبية في تعز لن تكون مقبولة قبل إلقاء القبض على بقية المخططين لجريمة اغتيال الشهيدة أفتهان المشهري، وملاحقة قتلة جميع الشهداء في تعز وتحقيق العدالة كاملةً.
وأكدوا أن رفع الظلم عن أبناء المحافظة ومحاسبة كل من تسبب في إغراقها بالفوضى والعجز شرط أساسي لبناء ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، معتبرين أن أي تسويات سابقة للمساءلة ستشكل إفلاتاً من العقاب وتشجيعاً على المزيد من الجرائم.
وطالبوا الأجهزة الأمنية والقضائية بضمان إتمام التحقيقات وتسليم المتورطين إلى العدالة، مشددين على أن استعادة الأمن وتحقيق العدالة يتطلبان محاسبة المسؤولين عن الإهمال والتقصير، ووضع حد للعصابات المسلحة التي حوّلت حياة السكان إلى جحيم.
وبينما يرى البعض أن ما تحقق خلال الحملة الأمنية الأخيرة خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أن الإجماع الشعبي يؤكد أن الطريق إلى استعادة تعز ما يزال طويلاً، ولن يكتمل إلا بتجفيف منابع الفوضى، وإغلاق ملف العصابات والاغتيالات بشكل كامل ونهائي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news