أكدت الجمهورية اليمنية أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولاً جوهرياً في العالم المعاصر، حاملاً فرصاً واسعة للابتكار والتنمية، في مقابل تحديات ومخاطر قد تزيد من حالة عدم الاستقرار، خصوصاً في الدول التي تعيش صراعات ممتدة.
جاء ذلك في كلمة اليمن التي ألقاها عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي أمام مجلس الأمن، خلال الجلسة المفتوحة رفيعة المستوى حول الذكاء الاصطناعي والسلام والأمن الدوليين.
وأوضح الزُبيدي أن الشعب اليمني عانى طويلاً من التهميش والصراعات، كان آخرها ما قامت به مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، والتي وظّفت أدوات الذكاء الاصطناعي في التضليل الإعلامي والحملات الدعائية، فضلاً عن تغذية مساعي طهران لتطوير أنظمة أسلحة ذاتية التشغيل تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي “سلاح ذو حدين”، مؤكداً أن غياب الحوكمة الرشيدة يجعله أداة خطيرة بيد الجماعات الإرهابية، فيما يتيح الاستخدام المسؤول له فرصة لبناء السلام، وتعزيز الحكم الرشيد، وتمكين المجتمعات من إعادة بناء مؤسساتها وخدماتها الأساسية.
وشدد على أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يُختزل في كونه قضية تقنية، بل هو أيضاً مسألة سيادة وكرامة للشعوب، مبرزاً أن الاستخدام الرشيد يمكن أن يعزز الحكم المحلي، ويوفر أدوات إنذار مبكر للحد من النزاعات، ويسهم في تقوية المرونة الاقتصادية.
وطرح الزُبيدي أربع أولويات رئيسية لتحقيق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي:
1. التنمية: من خلال المساهمة في إعادة بناء الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والطاقة وإدارة المياه، ودعم الزراعة والتنبؤات المناخية للتكيف مع التحديات البيئية.
2. السلام والأمن المحلي: عبر مراقبة وقف إطلاق النار، وكشف تدفق السلاح غير المشروع، وتتبع أنشطة المليشيات الحوثية الدعائية، وبناء ثقة المجتمعات بالمؤسسات وتعزيز الشفافية تجاه المانحين.
3. السلام والأمن الإقليمي والدولي: مشيراً إلى أن وصول الحوثيين إلى تقنيات متقدمة أثّر بشكل مباشر على الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي وأمن الطاقة، وهو ما يستدعي تعاوناً دولياً وإقليمياً لردع هذه التهديدات.
4. العدالة وميثاق الأمم المتحدة: بحيث يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز العدالة وإنفاذ القانون محلياً ودولياً، وضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها بما يكفله ميثاق الأمم المتحدة.
وختم عضو مجلس القيادة الرئاسي بالتأكيد على أن اليمن، من خلال مجلس القيادة والتحالف العربي والمجتمع الدولي، سيواصل العمل لترسيخ الأمن والاستقرار، والدفع نحو استخدام مسؤول للتكنولوجيا يحولها إلى أداة سلام وتنمية لا وقوداً للصراعات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news