أكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد شبيبة أن ثورة 26 سبتمبر كانت انتصاراً للكرامة والهوية اليمنية بعد عقود من حكم الإمامة الذي جرّ البلاد إلى الظلم والجهل والفقر والمرض، مشيراً إلى أن قيم الثورة ما تزال حاضرة في مواجهة محاولات مليشيا الحوثي إعادة إنتاج النظام الإمامي بثوب حديث على الطريقة الإيرانية.
وقال الوزير، في تصريح له بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة سبتمبر، إن الثورة لم تكن مجرد تغيير في رأس السلطة، بل كانت تحولاً جوهرياً أعاد الاعتبار للمواطن اليمني باعتباره شريكاً متساوياً في الحقوق والواجبات، لا تابعاً لسلالة أو مذهب.
الإمامة.. منظومة إقصاء وتمييز
وأوضح شبيبة أن حكم الإمامة الذي استمر لأكثر من أربعة عقود، حوّل الانتماء المذهبي إلى معيار للحقوق والفرص، وفرض نظاماً قائماً على التمييز والإقصاء، ما عرقل قيام دولة وطنية حديثة.
وأضاف أن ثورة سبتمبر جاءت لتكسر هذه المعادلة وتعيد الاعتراف بالإنسان اليمني، وتفتح الباب لبناء دولة جمهورية عادلة تقوم على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما.
قيم الثورة حاضرة
وأشار الوزير إلى أن الخطاب الديني الرسمي لا يزال يستلهم مبادئ ثورة سبتمبر القائمة على العدالة والتعليم ومقاومة العصبية والخرافة، لافتاً إلى أن الوزارة وجهت المنابر لتجديد هذه المعاني وترسيخها في الوعي الجمعي، بما يصون كرامة الإنسان ويعزز السلم الأهلي.
الحوثيون يعيدون إنتاج الإمامة
وبيّن شبيبة أن ما حققه اليمنيون بعد ثورة سبتمبر تحاول مليشيا الحوثي هدمه عبر انقلابها المسلح وسيطرتها على مؤسسات الدولة، مستخدمة أدوات تمييز طائفية وسلالية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
وقال إن المليشيات تعمل على تسييس الفضاء الديني، وتغيير المناهج التعليمية، وفرض طقوس سياسية ذات غطاء ديني، إلى جانب حملات التعبئة الأيديولوجية التي وثقتها منظمات دولية، مؤكداً أن هذه الممارسات تعيد إنتاج منطق الإمامة في صورة معاصرة.
سياسات تغذي التطرف
وتطرق وزير الأوقاف إلى انتهاكات الحوثيين بحق المخالفين لهم في المذهب والفكر، بدءاً من حصار السلفيين في دماج، وصولاً إلى المداهمات والاعتقالات والإخفاء القسري، فضلاً عن تجنيد الأطفال وتقييد الحريات العامة.
وقال إن هذه السياسات تخالف جوهر رسالة الإسلام وتفتح الباب للتعصب والتطرف، ما يهدد التعليم والأمن الأهلي ويقوض الاقتصاد ويدفع بالكفاءات إلى الهجرة.
مواجهة الوزارة
وأكد شبيبة أن وزارة الأوقاف تخوض مواجهة فكرية ومجتمعية ضد الفكر الطائفي الذي تتبناه المليشيات، عبر نشر خطاب ديني معتدل يقوم على حماية الحقوق وتجديد معاني الأخوة الإسلامية ونبذ مشاريع الكراهية والتكفير.
وأشار إلى أن الوزارة أبرمت اتفاقيات تعاون مع الأزهر الشريف لتأهيل الدعاة والمرشدين، وتنظيم برامج ودورات علمية تهدف إلى تحصين المجتمع، وتوحيد الخطاب الدعوي على أسس الاعتدال والوسطية.
وختم الوزير بالقول إن “الدين لا يُختزل في جماعة أو سلالة، والدولة مسؤولة عن صيانة التدين باعتباره ضميراً عاماً، لا وسيلة للهيمنة”، مؤكداً أن ثورة سبتمبر ستظل المرجعية الوطنية التي تكسر أوهام الإمامة وتبني دولة المواطنة المتساوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news