قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إنه لا يوجد قضية أكثر عدلاً في العالم من القضية الفلسطينية، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني للإبادة والتطهير العرقي بينما يشاهد العالم أجمع هذه الجريمة الكبرى وهي تتكشف أمامه.
جاء ذلك في كلمة ألقتها كرمان، في الفعالية التي أقامها رئيس الحكومة الانتقالية في بنغلاديش الدكتور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، في مقر الأمم المتحدة، وشارك فيها العديد من الزعماء والقادة العالميين.
وأضافت كرمان: "علينا أن نتحدث بوضوح. أن ندين هذه المجازر. أن نطالب بوقفها فوراً. أن نطالب بمحاسبة مرتكبيها، إن الصمت تواطؤ، والتأجيل جريمة كبرى أخرى".
وشددت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الحرة المستقلة على أرضه، مخاطبة القادة والحاضرين بقولها: "إن موقفكم اليوم سيحدد إن كنتم تقفون مع ضمير الإنسانية، أم ضدّه".
وتحدثت عن ثورة بنجلادش، مؤكدة أنها ليست مجرد نقطة تحول وطنية، بل لحظة تاريخية للإنسانية جمعاء. مضيفة: "لقد أظهرت للعالم كيف يكون النضال ضد الاستبداد والفساد، وكيف تُبنى دولة تقوم على المواطنة والقانون وحقوق الإنسان، وكيف تُقاد الأمم نحو الحرية والكرامة والعدالة".
وذكّرت كرمان، بـ "الدماء الطاهرة التي سالت لكي تأخذ بنغلادش مكانها كدولة حرة مستقلة، والمقاتلين في سبيل الحرية الذين حققوا بهذا التفاني والعزيمة ذلك الهدف النبيل".
وتابعت: "في قلب هذه المسيرة المشرقة يقف محمد يونس: رجل المبادئ والرؤية الاستشرافية. لم يقد فقط ثورة سياسية واجتماعية، بل بنى مؤسسات، وعزّز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ومن خلال قيادته في أصعب الأوقات، منح بنغلادش فرصة جديدة لحياة كريمة".
وأردفت: "لقد مثلت فكرته الرائدة عن التمويل الأصغر مصدر إلهام عن التنمية، ليس في بنغلادش فحسب، بل في العالم كله. وأثبت أن مكافحة الفقر تبدأ بالتمكين، وبمنح الناس فرصة لصناعة مستقبلهم بأيديهم".
وقالت كرمان: "نحن نعيش في عصر تتشابك فيه الأزمات. تغيّر المناخ يهدد كوكبنا، والنزاعات المسلحة تمزّق المجتمعات، والفقر وعدم المساواة يسلبان الملايين أبسط حقوقهم. ولا تستطيع أي دولة، مهما بلغت قوتها، أن تواجه هذه التحديات بمفردها".
وتزامنا مع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الثمانين لتأسيسها، أوضحت كرمان أن درسا أساسيا يبزر أمام العالم مفاده أن "السلام والعدالة والأمن لن تتحقق إلا بالتضامن والتعاون المتعدد الأطراف. فالانقسام طريق للفشل، أما العمل الجماعي فهو طريق الأمل".
وأضافت: "إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال السنوات الخمس المقبلة، فعلينا أن نؤمن بقوة الأعمال الاجتماعية. هذه الرؤية التي قدمها الحائز على نوبل محمد يونس ليست مجرد نظرية، بل نموذج أثبت نجاحه: أعمال تجمع بين الجدوى الاقتصادية والرسالة الإنسانية".
وأشارت كرمان، إلى أن "الأعمال الاجتماعية ليست صدقة، بل ابتكار، ابتكار حلول في مجالات الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية. إنها تضع الإنسان، لا الربح، في قلب الاقتصاد"، لافتة إلى أن "العالم اليوم بحاجة إلى هذا النموذج أكثر من أي وقت مضى لحماية الكوكب، وخدمة المجتمعات، وبناء مستقبل مستدام".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news