وصف مستشار مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور ثابت الأحمدي، ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، شرقي اليمن، بأنه “انقلاب صريح مكتمل الأركان” على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، مؤكدًا أن هذا التصرف يعد خرقًا صارخًا للدستور ومرجعيات الحل السياسي، وأن المستفيد الوحيد منه هو جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا.
وأكد المستشار الأحمدي، في تصريح خاص لـ“برَّان برس”، أن “ثمة تأثيرًا سلبيًا على مسار القضية اليمنية” طرأ مؤخرًا بسبب هذه “الفوضى” التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، أحد مكونات الشرعية.
تحركات انقلابية
وقال الأحمدي، إن ما أقدم عليه المجلس الانتقالي “منافٍ ومناقض تمامًا” لنص إعلان نقل السلطة الصادر عن الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، والممنوح لمجلس القيادة الرئاسي، والذي ينص بالحرف على العمل وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وأكد أن هذا التصرف يتناقض أيضًا مع “إعلان عاصفة الحزم وإعادة الأمل، المتمثل في الحفاظ على الدولة اليمنية”. وأضاف أن هذه التحركات تضع “أكثر من علامة استفهام، حول الدوافع والأهداف البعيدة المدى، وحول تأثيره على روح القضية اليمنية ومستقبلها”.
سؤال المستفيد
وعن تداعيات هذا التصرف، أوضح المستشار الأحمدي، أن الأمور عادة ما “تُقاس بمآلاتها، وبأهدافها”. وأضاف: وحين نستحضر تداعيات هذه التصرفات نتذكر المستفيد الأول مما جرى مؤخرا، ولا شك أنه الحوثي، بالمقام الأول”.
وعلل ذلك بأن “الانقلاب على الشرعية لا يخدم إلا الحوثي، ولا يخدم أي فصيل أو تيار داخل مكونات الشرعية نفسها، بما فيها الانتقالي نفسه، خاصة وهو مرفوض كليا في حضرموت والمهرة، ومرفوض تصرفاته هذه من قبل الأشقاء”.
وحذّر من مخاطر الانقسام على المركز القانوني للدولة، مؤكدًا أن “أي مساس بالثوابت الوطنية يعد خرقًا دستوريًا، مخلًا بوظيفة الدولة نفسها”، مؤكدًا أن “ما أقدم عليه الانتقالي هو انقلاب على الشرعية الدستورية، وعلى المرجعيات المذكورة آنفًا”.
وأضاف أن الأمر الأخطر هو “تأُثيره على دحر الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة؛ لأن المستفيد الوحيد مما يجري اليوم في مسرح الشرعية هو الحوثي وحده”.
ولم يستبعد “وجود عناصر حوثية إيرانية داخل أروقة الانتقالي نفسه، خاصة وأن لإيران حضورًا سابقًا من خلال بعض العناصر التي ارتبطت من وقت مبكر بالضاحية الجنوبية في لبنان”.
ثقة بالمملكة
في إطار حديثه عن الأحداث الأخيرة شرق اليمن، ثمن المستشار الأحمدي، الاهتمام السعودي “الكبير”، لافتًا إلى سرعة توجه وفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور محمد القحطاني لليمن، لمعالجة الآثار والنتائج المترتبة على هذا الانقلاب.
وأضاف أن “هذا ما يجعلنا نطمئن، لأن ثقتنا بالمملكة كبيرة، وما كانت إلا مع الشعب، ومع القيادة الشرعية”.
تعقيد
جديد
عن السيناريوهات المستقبلية، أكد الأحمدي، صعوبة التقييم في ظل “تتالي فصول” المشهد، مع ذلك أكد أن “هذا الانقلاب أضاف تعقيدًا جديدًا على طبيعة المشهد اليمني المعقد أصلًا”. مشيرًا إلى أن “الحوثي قد يستطع التوسع داخل هذا المكون من خلال بعض الشخصيات المرتبطة به من وقت مبكر، إضافة إلى خلق فجوة واسعة داخل مكون الشرعية نفسه”.
ولفت مستشار الرئاسة، إلى الهجوم الإعلامي من قبل المحسوبين على الانتقالي ضد قيادة الشرعية والأشقاء، وقال في ختام حديثه إن هذا الأمر “يجعلنا نتساءل: من المستفيد من هذه الفوضى كلها غير الحوثي؟”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news