رفضت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام، المشاركة في برنامج وثائقي إسرائيلي، يتناول جماعة الحوثي وزعيمها في اليمن، وسيعرض على إحدى القنوات العبرية.
وأشارت توكل كرمان في منشور لها على منصة فيسبوك، لرفضها المشاركة في فيلم وثائقي سيعرض على القناة الـ 11 الإسرائيلية، عن الحوثيين وزعيمهم في اليمن.
وقالت: "ردي على مخرج افلام وثائقية للقناة 11 الاسرائيلية طلب مني المشاركة في فيلم وثائقي عن الحوثيين وزعيمهم: الأهم الآن والأولى أن نصدر فيلم وثائقي عن مجازر التطهير العرقي وحرب الابادة التي يرتكبها نتنياهو وحكومته المتطرفة في غزة وبعد ذلك نعمل فيلم عن عبدالملك الحوثي والحوثيين!!!، ليش لا.
ونشرت كرمان، صورة لها خلال مشاركتها
وقفة تضامنية مع غزة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي وقت سابق، أكدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في غزة ليس مجرد جرائم فردية عشوائية، بل هو جريمة ضد الحقيقة، ضد الذاكرة، وضد حق الناس في أن يعرفوا.
وقالت توكل كرمان في كلمة ألقتها أمام الفعالية التي أقامتها مبادرة الحائزات على جائزة نوبل اجتماعات الأمم المتحدة– نيويورك- إن "قتل الصحفي هناك يعني قتل الشهادة، وفتح الباب للمجرمين كي يواصلوا جرائمهم بلا خوف من المساءلة".
وأضافت "أقف أمامكم اليوم باسمي وباسم الضمير الحر لأتحدث عن جريمة لا تُمحى من ذاكرة الإنسانية: استهداف وقتل الصحفيين في غزة أولئك الذين حملوا الكاميرا والقلم ليشهدوا على الحقيقة، فكانوا هم الهدف".
وتابعت كرمان "لقد دفع الصحفيون ثمناً باهظاً لأنهم فعلوا ما ينبغي لأي صحفي حر فعله : أبلغوا، وثّقوا، ونقلوا صوت الضحايا إلى العالم. أما النتيجة فكانت مروّعة، مئات من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام قتلوا خلال سنوات الحرب، ومعدل القتل هذا جعل من غزة الأخطر في العالم على العاملين في الصحافة، تقول التقارير الموثقة ".
وتساءلت بالقول: لماذا يُقتل الصحفي بهذه البشاعة وبهذا الاستهداف الممنهج في غزة، لماذا تم اغتيال حتى الآن حوالي 250 صحفي؟
وأردفت: "الجواب واضح ومؤلم: لأن الحقيقة تجعل الجناة غير مرتاحين وعرضة للازدراء والعقاب. إسكات الصحفيين عبر قتلهم يهدف إلى طمس الأدلة، إلى تغيير الرواية، ولإخافة من يبقون لينقلوا مايحدث لناس العالم. عندما تُستهدف الكاميرا، لا تُقتل حياة واحدة فحسب، تُقتل إمكانية المحاسبة، ويُغلق باب العدالة أمام الضحايا وعائلاتهم".
هذا الاستهداف حسب كرمان ليس عشوائيا فرديا بل سياسة ممنهجة؛ تقارير من منظمات صحفية وحقوقية أظهرت تكرار ضرب البنى الإعلامية واستهداف العاملين في الحقل الإعلامي أثناء قيامهم بمهامهم الصحفية. النتيجة المراد تحقيقها من هذا القتل الممنهج: صمت قسري، معلومات مشوّهة، وباب واسع يمكن المجرمون من الإفلات من العقاب.
وتابعت: "في غزة قُتل الصحفيون لأنهم حملوا الحقيقة للعالم. لم يحملوا سلاحاً، بل كاميرا وقلم. لكن الحقيقة تخيف القتلة أكثر من الرصاص، لذلك أرادوا إسكاتهم إلى الأبد عبر القتل الممنهج"، كما قلت.
واستدركت "هناك عواقب وخيمة لقتل الصحفيين الممنهج في غزة، هي خسارة كبيرة لأرواح شجاعة تركت فراغاً كبيراً. وهي حرمان للعالم من رواية مستقلة عمّا يحدث. وهي إضعاف العدالة، وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب".
وأكدت كرمان أن دماء الصحفيين لن تُسكِت الحقيقة، بل تجعلها أكثر صراخا وتصر أكثر على ملاحقة القتلة، وهزيمة مشروعهم الإجرامي.
وقالت إن "مسؤوليتنا اليوم أن نطالب بحمايتهم، وأن نصر على محاسبة من قتلهم، حتى يبقى الحق أقوى من الرصاص، وتبقى الكلمة حرة مهما اشتد القمع والارهاب والظلم".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news