أكد الباحث الإسرائيلي يوئيل غوزانسكي أن توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين المملكة العربية السعودية وباكستان هذا الأسبوع يحمل رسائل سياسية مباشرة إلى إسرائيل، في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، لكنه لا يمثل تحولًا إستراتيجيًا جذريًا بقدر ما يعكس استمرار التعاون التقليدي بين الرياض وإسلام آباد.
غوزانسكي، الباحث في شؤون الخليج بـ معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في جامعة تل أبيب، أشار في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن القوات الباكستانية موجودة في السعودية منذ عقود، ويبلغ قوامها نحو 1500–2000 جندي في مهام تدريبية واستشارية وأمنية، فيما درّبت باكستان آلاف الجنود السعوديين وأرسلت وحدات عسكرية عند الأزمات.
ورأى أن الاتفاق الحالي يحيي مجددًا الجدل حول البعد النووي للعلاقة بين البلدين، رغم أن نص الاتفاق لم يشر إليه صراحة، موضحًا أن التكهنات حول "مظلة نووية" سعودية–باكستانية لا تزال قائمة، لكن باكستان تصر على أن ترسانتها النووية موجهة فقط لردع الهند.
وبحسب غوزانسكي، فإن توقيت الإعلان يرتبط بتراجع الثقة في المظلة الأميركية بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، إلى جانب تصعيد الحوثيين في اليمن وإطلاقهم صواريخ سقطت في الأجواء السعودية. كل ذلك، برأيه، جعل الاتفاق بمثابة رسالة طمأنة للداخل السعودي وإشارة للخارج بأن الرياض ليست معزولة.
وشدد الباحث على أن الاتفاق يثير تساؤلات عميقة: كيف ستُترجم الالتزامات في أوقات الأزمات؟ ما نطاق التنسيق العملياتي؟ وهل توجد تفاهمات غير مكتوبة تخص الأسلحة النووية؟ مضيفًا أن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية – مثل التمويل النفطي، والمساعدات المالية، واستيعاب ملايين العمال الباكستانيين، والحج كإطار رمزي – لا تقل أهمية عن الأبعاد العسكرية.
واختتم غوزانسكي مقاله بالتأكيد أن الاتفاق السعودي–الباكستاني يمثل أداة سياسية ورسالة إستراتيجية إلى إسرائيل وسط غموض متعمد، داعيًا تل أبيب للتعامل مع هذه الإشارات بحذر لتفادي سوء الفهم أو الانزلاق نحو تصعيد غير محسوب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news