التعصب الأعمى ومحاولات الدفاع عن قتلة الشهيدة افتهان المشهري
قبل 3 دقيقة
بدون شك، من يدافع عن القتلة والمجرمين بدوافع أسرية أو حزبية أو عصبية أو مناطقية لا يمتلك ذرة من الإنسانية، وليس في قلبه ذرة من الإيمان بالله تعالى
.
من يدافع عن القتلة والمجرمين هو محارب لله ولرسوله وللشرع الإسلامي، وهو من المفسدين في الأرض. ومن يدافع عن القتلة والمجرمين يكون شريكًا لهم في جرائمهم، فالدفاع عن المجرمين والقتلة ينزع عن الإنسان آدميته وإنسانيته ويدخله في دائرة التوحش والإجرام. وكم هو شقي وتعيس من تدفعه أهواؤه وتعصباته، سواء الأسرية أو العصبية أو الحزبية أو المناطقية، للدفاع عن القتلة والمجرمين. فلا يدافع عن القاتل والمجرم إلا مجرم وقاتل مثله، ولا يحمي القاتل والمجرم إلا قاتل ومجرم مثله، ولا يبرر للقاتل والمجرم إلا شخص يستهين بسفك الدماء وبالنفس البشرية التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق. كما أن الدفاع عن القتلة والمجرمين فيه ظلم كبير وفادح للضحية، وهل هناك ظلم أكبر من إزهاق نفس بشرية عدوانًا وبغياً بدون حق؟
وللأسف الشديد، بعض التعصبات الأسرية والمذهبية والحزبية والمناطقية، بوعي أو بدون وعي، قد تدفع البعض إلى الدفاع عن القتلة والمجرمين. وهذه من مساوئ وآثام التعصب، وما أكثر مساوئ التعصب وآثامه على الفرد والمجتمع والدين والإنسانية. من أجل ذلك، على الإنسان الابتعاد عن التعصب بكل أشكاله وأنواعه، حتى ينأى بنفسه عن السقوط في هذا المستنقع السحيق والمظلم والمهلك. وعلى الإنسان أن يُعود نفسه على الانتصار للمظلوم والوقوف إلى جانبه كائنًا من كان، وإدانة الظالم والمجرم والقاتل حتى لو كان من أقرب الناس إليه. ففي مثل هذه المواقف تتجلى عظمة النفس البشرية وترتفع مكانتها عند الله تعالى وعند الناس. النفس العظيمة هي التي تنتصر للحق والعدل في كل زمان ومكان ومع كل الناس، وهي التي ترفض الظلم والإجرام وتدين وتتبرأ من المجرمين والظلمة في كل وقت وحين، حتى مع الأعداء.
وهذا الأمر ليس بالسهل، فأهواء النفس وتعصباتها وعلاقاتها ومصالحها تقف عائقًا أمام هكذا سمو وارتقاء. من أجل ذلك، لا يقوم بهكذا سلوكيات عظيمة وراقية إلا العظماء والصالحون. لكن الكثير من الناس سرعان ما تجرهم أهواؤهم وتعصباتهم ومصالحهم لخذلان المظلوم والاصطفاف مع الظالم، وهكذا يفعلون، مما يقودهم إلى السقوط في أسفل السافلين في الدنيا والآخرة.
وكم هو مؤسف ومحزن مشاهدة بعض ضعاف النفوس من المتعصبين أسريًا وحزبيًا ومناطقيًا وهم يحاولون عبثًا صناعة الأعذار والمبررات لقتلة الشهيدة افتهان المشهري، في محاولة بائسة ويائسة ومخجلة. وذلك من خلال سعيهم لتسييس القضية وتصوير التعاطف الشعبي الكبير مع الشهيدة على أنه استغلال سياسي وحزبي ومناطقي، الهدف منه النيل منهم ومن قياداتهم ومكوناتهم الحزبية ومناصبهم السلطوية، ومحاولاتهم تصوير المطالب الشعبية بأنها مؤامرة تستهدف تعز وقياداتها وأمنها ومقاومتها، في محاولة منهم لتغيير مسار القضية من قضية جنائية إرهابية إلى مناكفات سياسية وحزبية بهدف تمييع القضية وصناعة انقسام في الإجماع الشعبي الكبير المطالب بالقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة وإنزال أشد العقوبات بهم في أسرع وقت ممكن، والمطالبة بمحاسبة القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية العاجزة والمتهاونة عن القيام بواجباتها، والتي تسببت في فقدان مدينة تعز لأمنها وأمانها وطمأنينتها، وجعلت عصابات إجرامية وإرهابية تعيث فيها فسادًا وقتلًا وإرهابًا وترويعا وسلبًا ونهبًا وبطشًا دون رقيب ولا حسيب.
بل لقد ثبت بالدليل القاطع تورط بعض القيادات القبلية والحزبية والمناطقية والعصبوية في رعاية وحماية ودعم تلك العصابات، وهو ما يضع أبناء تعز أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانتصار للحق والوقوف مع المظلومين ومواجهة الظلمة والفاسدين، والانتصار لحقوقهم وحرياتهم المصادرة وفرض سيادة النظام والقانون على الجميع، لتنعم مدينة تعز بالأمن والأمان وينعم أبناؤها بالحياة الحرة والكريمة، أو الدفاع عن العصابات الإجرامية والإرهابية والسماح للتعصبات السلبية والدعوات النشاز بجر مدينة تعز للمزيد من الفوضى والعنف والقتل والإرهاب والخوف والرعب والسلب والنهب والقمع والبطش.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news