سمانيوز/احمد علي القفيش
.
هذه الأخت المحترمة التي أرادت أن تنظف مدينة تعز من المخلفات، لتعيد لها رونقها وجمالها الحقيقي، الذي يعرفه كل من عرف تعز زائرًا او عاش فيها، لكنها اصتدمت ببالوعات وقاذورات تعز البشرية، التي أزكمت الأنوف روائحهم لفترة عقدًا من الزمان، أصبحت قيادات الأمر الواقع في تعز ترى نفسها فوق القانون وفوق القضاء، وترى أن الجبايات حق مشروع لها تحصلها عبر بلاطجتها، وكانت هذه نقطة الخلاف الأولى التي قرروا على ضوءها اغتيالها بدم بارد.
لم نكن نعرف عن الشهيدة شيء قبل اغتيالها، ولم نسمع عن تضامن أحد من أبناء تعز معها قبل استشهادها، فقد كانت تواجه وحدها عصابات الإجرام وعديمي الضمير، وبعد موتها بأيادي لا تسوى حذائها، أمتلأت صفحات شيعتها باللطم والنعي والبكاء والعويل، وأصبح جميع الناشطين يتقمصون دور الشرطي والقاضي والمحامي دون وعي وإدراك، والبعض أصبح ينظر لقضية الشهيدة افتهان المشهري، ورقة رابحة لتحقيق انتصار سياسي ضد خصومه.
فنصيحتي لأبناء تعز الشرفاء، المدينة الجميلة التي احتضنتنا في الوقت الذي ضاقت بنا السبل، ولم نشعر في أي يوم من الأيام أننا غرباء عنها، عشنا فيها طفولتنا وتعلمنا وكبرنا فيها، وشربنا ماءها وتنفسنا هواءها، بأن يتركوا للجهات الأمنية والضبط القضائي مسألة تحديد المطلوبين، وكذا تحديد التهم الموجهة لهم وعدم نشر او توجيه أي تهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن عنده أدلة او تهم عليه التوجه إلى الجهات المختصة وتقديم بلاغه في محضر رسمي، وعلى الجميع الضغط على السلطات المختصة لضبط جميع المطلوبين بموجب محاضر جمع الإستلالات، والابتعاد عن استخدام قضية الشهيدة لتصفية الحسابات السياسية، وأختم نصيحتي بأن هذا المقال الوحيد الذي كتبته حول هذه القضية وكتبته بعد تردد، عندما رأيت بعض الناشطين اصيبوا باسهال في الكتابة لإستثمار دماء الشهيدة لتصفية الحسابات السياسية، بل أن بعض أطراف النفوذ والجهات الرسمية المختصة تحولوا إلى مفسبكين ومحرضين، ونسيوا أن يقوموا بدورهم و واجبهم، وفي الأخير نقول حفظ الله تعز وأبنائها، والذل والعار للقتلة، والرحمة والمغفرة للشهيدة افتهان المشهري ولكل الشهداء.
احمد علي القفيش
2025/9/23
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news