سبتمبر بين الفوضى والاحتفال: اليمنيون يثبتون أن الثورة لا تموت
قبل 5 دقيقة
يطل السادس والعشرون من سبتمبر هذا العام واليمن غارق في أزماته المتشابكة من حرب طاحنة وانقسام سياسي إلى أعباء معيشية خانقة تطال كل بيت
لكن وسط هذه الفوضى يخرج الناس في القرى والمدن والمدارس حاملين الأعلام ومرددين الأناشيد ويهتفون بالاغاني الوطنية
تبدو المشاهد متناقضة للوهلة الأولى
بلد يرزح تحت ثقل أزماتة لكنه يحتفي بثورته كأنها تتجدد الآن
في تعز المحاصرة حيث الحياة اليومية معركة بحد ذاتها تزدحم الشوارع والمحلات التجارية والمؤسسات الحكومية والخاصة برايات الثورة وستُوقد الشعلة كما لو أن الناس يريدون أن يقولوا إن الثورة لا تزال حاضرة في تفاصيلهم الصغيرة
الأطفال يرفعون الأعلام فوق أسطح المنازل والشباب ينظمون فعالياتهم رغم انقطاع الكهرباء وشح الإمكانات فيما تخرج أصوات النساء في الأحياء الشعبية تردد الأناشيد الوطنية القديمة وكأنها تعيد صوغ ذاكرة جماعية تتحدى القهر
هذا الإصرار على الاحتفال بسبتمبر يعكس إدراكًا عميقًا أن الثورة لم تعد مجرد تاريخ يمر في الرزنامة بل تحولت إلى هوية متجذرة في النفوس هوية تقول إن الحرية مسؤولية وإن الدفاع عن الوطن ليس خيارًا بل واجبًا
لم تعد الفعاليات محصورة في الساحات الرسمية بل أصبحت جزءًا من السلوك اليومي من إصرار الناس على مواجهة الصعاب إلى حرصهم على غرس قيم الانتماء في أبنائهم
رغم كل ما يحيط بالمجتمع من عواصف وتشتت يظل السادس والعشرون من سبتمبر حاضرًا كإعلان متجدد أن إرث الأجداد لم يذهب هباء وأن الطريق نحو الحرية لم يكتمل بعد. لذلك فإن مشاهد الأعلام المرفوعة والشموع المضيئة ليست مجرد طقوس سنوية
بل رسالة واضحة أن جذور الثورة أعمق من أن تقتلع وأن 26سبتمبر سيبقى حيًا ما بقي اليمنيون متمسكين بهويتهم الوطنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news