يمن ديلي نيوز:
رفضت حكومة طالبان، الأحد، تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستعادة قاعدة باغرام الجوية، بعد أربعة أعوام من عودة طالبان الى السلطة والسيطرة على كل أفغانستان بما فيها القاعدة الجوية الاستراتيجية باغرام.
وقال كبير المتحدثين باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، يوم الأحد، تصريحات ترامب، داعيًا الولايات المتحدة إلى اعتماد سياسة تقوم على “الواقعية والعقلانية”.
ونشر مجاهد على موقع “إكس” أن أفغانستان تنتهج سياسة خارجية اقتصادية، وتسعى إلى بناء علاقات بناءة مع جميع الدول على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة.
وكان ترامب قد جدد في تصريح صحفي له، السبت، رغبته باستعادة القاعدة، وأن هناك مفاوضات مع أفغانستان، وتحدث ترامب حول استراتيجة القاعدة وخاصة قربها من العاصمة الصينية بكين.
قاعدة باغرام
وتقع قاعدة باغرام عند مفترق طرق استراتيجي يربط جنوب آسيا وآسيا الوسطى وغرب آسيا، مما يجعلها بوابة حيوية لاستعراض القوة وأنشطة الاستخبارات في منطقة حساسة.
تبعد القاعدة حوالي ساعة واحدة عن منشآت إنتاج الأسلحة النووية الصينية في منطقة شينغيانغ، وتُعدّ باغرام مركز مراقبة ليس فقط ضد الصين، بل أيضًا ضد النفوذين الروسي والإيراني في آسيا الوسطى.
شكّلت قاعدة باغرام لأكثر من عقدين، القلب النابض للعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان، حيث دعمت العمليات القتالية وجمع المعلومات الاستخبارية وجهود “مكافحة الإرهاب”.
وأكد ترامب مرارًا وتكرارًا أن قاعدة باغرام ليست مجرد إرث من الحرب الأفغانية، فبمدارجها الواسعة ومرافقها الطبية المتطورة ومراكز قيادتها، توفر القاعدة ميزة لوجستية واستراتيجية لا مثيل لها في المنطقة.
وبالنسبة للإدارة، فإن السيطرة على باغرام توفر لها نفوذًا وقدرات استجابة سريعة ومنصةً لاستعراض القوة الأمريكية في آسيا الوسطى.
تقع قاعدة باغرام على بُعد 60 كيلومترًا فقط شمال كابول، عند ملتقى طرق بين إيران وباكستان وآسيا الوسطى وإقليم شينغيانغ الصيني، ومن هناك، يُمكن للولايات المتحدة أن تُبرز نفوذها في كل اتجاه تقريبًا.
القرب من الصين
أشار ترامب إلى أن قاعدة باغرام تقع على بُعد ساعة واحدة فقط من منشآت نووية وصاروخية صينية رئيسية في شينغيانغ.
وسواءً كان هذا دقيقًا أم لا، فإن موقعها يجعلها إحدى أقرب نقاط المراقبة التي يمكن أن تتمتع بها الولايات المتحدة ضد الصين.
كما أن السيطرة على القاعدة يمكن أن يشكل تهديداً للسيطرة على تمدد مبادرة الحزام والطريق الصينية.
حرب أفغانستان
خلال الحرب في أفغانستان، كانت قاعدة باغرام نقطة انطلاق للمهام ضد طالبان والقاعدة وداعش. وقد أدى فقدانها إلى تقليص قدرة أمريكا على توجيه ضربات سريعة في المنطقة.
في أوج قوتها، كانت أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان، تمتد على مساحة 11 ميلًا مربعًا.
موقع مناسب للطائرات
من باغرام، يمكن للطائرات الأمريكية الوصول إلى إيران غربًا، وباكستان شرقًا، وحدود الصين وآسيا الوسطى شمالًا في غضون ساعات، مما يمنح أمريكا نطاقًا عملياتيًا لا مثيل له.
تتميز القاعدة بمدرجين رئيسيين، أحدهما يبلغ طوله قرابة 12,000 قدم، قادر على استيعاب قاذفات بي-52 وطائرات شحن ضخمة، وقليل من المطارات في المنطقة يضاهي هذه القدرة.
كما توفر الوديان المحيطة بها خط رؤية واضحًا للمراقبة في غرب الصين.
في المحصلة، لا يبدو أن ترامب يخلق مشكلة للمناكفة مع طالبان أو إيجاد ذريعة لحرب ينفي بشكل قاطع إمكانية أن تحدث مجدداً، لكنه يستخدم أسلوبه المعتاد بفرض القوة للحصول على مكاسب أكبر في تعزيز قوة الولايات المتحدة في آسيا الوسطى مقابل نفوذ الصين وروسيا وإيران والقريبة الهند، وهم رباعي أظهر امتعاضه منهم بشكل واضح خلال مشاركتهم في احتفال الصين بانتصارها خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد انسحاب أمريكا عام 2021، ذكر تقرير لـ”البنتاغون” أن الولايات المتحدة تركت وراءها معدات عسكرية بقيمة 7 مليارات دولار.
المصدر: يورو نيوز
مرتبط
الوسوم
ترامب - افغانستان - قاعدة باغرام - طالبان -
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news