بعد أحد عشر عامًا على سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيات الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول 2014، تبدو الجماعة اليوم في أضعف حالاتها وأكثرها ارتباكًا، وسط عزلة داخلية وخارجية خانقة تهدد بانهيارها الوشيك.
فمع حلول ذكرى النكبة، يعيش قادة الحوثيين حالة من الاختباء والتوجس، عقب الضربات الإسرائيلية التي طالت قيادات بارزة قبل نحو شهر، لتكشف هشاشة الجماعة وفشلها في حتى تشكيل حكومة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها. وزاد الضغط عليها مع الغارات الأمريكية السابقة والتصنيفات الدولية التي وضعتها في خانة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، وهو ما أصاب قدراتها السياسية والاقتصادية بالشلل.
عزلة خانقة وهروب جماعي
تزامنت ذكرى الانقلاب هذا العام مع هجرة واسعة للبنوك والمنظمات الدولية من مناطق الحوثيين إلى المناطق المحررة، إلى جانب عقوبات اقتصادية مشددة. ويرى مراقبون أن هذه التحولات تعكس “بداية الانهيار” بعد أن أدرك المجتمع الدولي، عقب سنوات من التساهل، أن الجماعة باتت تهديدًا حقيقيًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
المجتمع الدولي بدأ محاصرة الحوثيين بوسائل متعددة، أبرزها تجفيف منابع التمويل، منع تدفق العملات الصعبة، ونقل مراكز عمل الأمم المتحدة والمنظمات من صنعاء إلى عدن، ما جعل الجماعة تعيش عزلة خانقة تتجلى ملامحها يومًا بعد يوم.
نقمة شعبية متصاعدة
إلى جانب ذلك، تتصاعد حالة النقمة الشعبية داخل المجتمع اليمني ضد الحوثيين الذين اشتهروا بالانتهاكات والنهب وقتل المدنيين، وهو ما جعل الناس أكثر إدراكًا لحقيقة الجماعة التي تناقض قيم ثورة 26 سبتمبر 1962 ومبادئها التحررية والإنسانية. ويؤكد مراقبون أن اليمنيين ماضون نحو استعادة جمهوريتهم “بالسلم أو الحرب”، وأن نهاية الحوثي باتت أقرب من أي وقت مضى.
فشل في فرض السلام وافتعال أزمات
ورغم محاولات دولية متكررة لجر الحوثيين إلى طاولة السلام، ظلت الجماعة ماضية في التصعيد، بفتح جبهات جديدة واستهداف خطوط الملاحة الدولية، وصولًا إلى استهداف إسرائيل بزعم نصرة غزة، لتجلب مزيدًا من الدمار والعزلة لليمن.
النهاية تقترب
ومع تراكم الضغوط الخارجية والداخلية، تبدو مليشيات الحوثي أمام مفترق طرق حاسم. فذكرى سيطرتها على صنعاء تحل هذا العام وقد فقدت كثيرًا من قوتها وهيبتها، وسط توقعات بانهيار “هادئ” أو تآكل تدريجي لقدرتها على التحكم، في لحظة قد تمثل بداية النهاية لواحدة من أكثر الجماعات عنفًا في تاريخ اليمن الحديث.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news