عقد مركز المخا للدراسات بالتعاون مع مؤسسة التفكير المستقبلي البريطانية، ندوة بعنوان "اليمن في ظل التحولات الإقليمية والدولية الراهنة"، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من داخل اليمن وخارجه.
وناقشت الندوة جذور ومحركات النزاع، وآليات الصراع وتحولاته الإقليمية، ودور المرأة في عملية السلام، إضافة إلى صورة اليمن في الإعلام الغربي، وانتهت إلى مناقشة سيناريوهات المستقبل.
في المحور الأول، قدّم الدكتور إسماعيل السهيلي، المحلل السياسي في مركز المخا، عرضًا تاريخيًا لأصول النزاع، معتبرًا أن الأزمة تعود إلى هيمنة فكرة "الحق الإلهي" وصولًا إلى تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع الحوثيين وما ترتب عليه من انقلاب 2014، مشيرًا إلى أن عوامل مثل التدخل الإيراني، وضعف الشرعية، والتنافس السعودي–الإماراتي، تُغذّي استمرار الأزمة.
وفي محور التحولات الدولية، عرض الدكتور أحمد رمضان، مدير مركز لندن للاستراتيجيات الإعلامية، صورة المشهد العالمي المرهون بثلاثة صراعات: بين روسيا والغرب، بين الصين والولايات المتحدة، وبين أوروبا والولايات المتحدة، موضحًا انعكاساتها المباشرة على اليمن.
ودعا إلى الانتقال من "دولة النزاع" إلى "دولة الشراكة" باعتبارها الصيغة القادرة على استيعاب طبيعة المجتمع اليمني.
وتناول رئيس مركز المخا عاتق جار الله مستقبل الحالة اليمنية، معتبرًا أن الملف تحوّل إلى قضية دولية بعد دخول أطراف كبرى، وطرح ثلاثة احتمالات للمستقبل: تدخل إسرائيلي مباشر يضعف الحوثيين، تغييرات في بنية الشرعية يعقبها تصعيد عسكري بدعم إقليمي، أو استمرار حالة الاستنزاف القائمة.
من جانبها، ركزت سيسيلي بايليس، مديرة برنامج WFS، على معاناة المرأة اليمنية في ظل الحرب وأهمية إشراكها في القرار السياسي، فيما ناقشت آنا بيلي مورلي صورة اليمن في الإعلام الغربي، معتبرة أن اختزاله في كونه ساحة صراع يُغيب البعد الإنساني.
كما تناول جوردان مورغان مسألة القيادة المدنية، محذرًا من خطورة تأطير النزاع في قالب ديني أو أيديولوجي.
وأكدت الندوة في خلاصتها أن اليمن لم يعد أزمة محلية فحسب، بل تحوّل إلى عقدة في شبكة صراعات إقليمية ودولية متشابكة، وأن السلام القائم على القوة لن يكون مستدامًا، فيما يظل الطريق نحو الاستقرار مرهونًا بالعدالة والشراكة الوطنية وبناء دولة قادرة على تقديم الخدمات والتنمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news