كلمة إنصاف في حق الدكتور محسن الحاج الصبحي وفريقه المتميز

سمانيوز/خاص

قال تعالى{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } صدق الله العظيم .[سُورَةُ الحُجُرَاتِ: ٦]

تواصل بي خلال الأيام القليلة الماضية عدد من الاصدقاء والاقارب بخصوص مسألة الشائعات التي انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي حول حيثيات وفاة زوجة أخي وأستاذي بسام الذيب رحمها الله، بعد أن خضعت لعملية قيصرية في أحد مشافي الضالع، حملني ذلك على تصفح الحسابات التي تحدثت عن القضية وللأسف تبين لي أن كل من كتبوا ليسوا إلا متعاطفين ممن لا يفقهوا في امور الطب ولا صلة لهم بها. وهنا سأحاول أن اختصر ما سأقوله بالنقاط التالية:

أولا: أسباب الوفاة التي تداولتها تلك الاشاعات غير صحيحة وغير منطقية لمن يعرف الطب، لهذا عندما يفكر الكاتب تحت أي دافع في الكتابة عن شيء يجب عليه أن يستشير ذوي الاختصاص ويكتب نقلا عنهم فقط، التعاطف مع أسرة مكلومة سمة حميدة وحسنة، لكن لا تذهب الى الكذب أو التأليف ولا تنقل كلام الشارع لأنه سيجدد ألم أقارب المتوفية أكثر من أن يساعدهم، كما أنه قبل ذلك افتراء وكذب على الفريق الجراحي الذي كان من المفترض أن نجازيهم بدلا عن ذلك بالشكر تقديرا لما بذلوه معها وهذا ظلم عظيم، لذا إما أن تقول خيرا أو انقل حقيقة أو الزم الصمت.

ثانيا: كنت على اطلاع بمسار تطور حالة المرحومة بعد أن تواصل معي عمها عندما ساءت الحالة عصر يوم العملية، وهنا نوضح أن المريضة كانت قد خرجت من غرفة العمليات في الساعة العاشرة صباحا بسلامة مع وليدها وكان وضعهما مستقر، حيث بدأت حالتها تتدهور في الساعة الثالثة عصرا تقريبا حينها حضر إلى المستشفى خالها الإستشاري في التخدير والعناية المركزة (د. مطلق عبدالله)وهو الذي أشرف شخصيا على علاج حالتها بعد ذلك.

ثالثا: صدمني أن بعض من أقارب المريضة المتوفاه انجرفوا وراء تلك الاشاعات بالرغم من معرفتهم بكل التفاصيل، وهنا يظهر دور وسائل التواصل في التأثير على رأي الناس، وهو ما يدعونا للعمل على وضع حد لهذه التجاوزات بدلا من ترك الحبل على الغارب.

رابعا: لم يكن سبب الوفاة جراحي وللحقيقة الموضوع أكبر وأعقد من أن نناقشة أو نطرحه بهكذا طريقة ارتجالية، لكن ما أستطيع أن أقوله وأجزم به هو أن العملية الجراحية كجانب تقني جرت بأفضل ما يمكن وأن المضاعفات لم تكن متعلقة بالجانب الجراحي وهذا ما تأكد بعد إعادة فتح العملية التي كان بعض أقرباء المتوفاه من الصحيين من ضمن الحاضرين في غرفة العمليات عندما أدخلت المريضة مرة أخرى للتأكد من احتمال وجود نزف شرياني أو وريدي نشط بضغط من أهل المريضة وخالها، على الرغم من إعتراض الدكتور محسن الحاج الذي تبين فيما بعد صحة رأيه ودقة قراره؛ وذلك ليس بغريب على جراح بحجم الدكتور محسن الحاج وليست المرة الأولى التي يؤكد فيها ثقته بدقة عمله، وسأذكر لكم في منشور لاحق إن شاء الله قصة مشابهة لها كنت شاهد عليها عندما كنت أعمل طبيب عام في مستشفى النصر إلى جانبه.

خامسا: يجب أن يعلم الجميع بأن مهارات الدكتور محسن الحاج الجراحية لا يمتلكها ألا القلة القليلة بشهادة أطباء بلا حدود وكل الجراحين الأجانب الذين عملوا إلى جانبه وأظهروا انبهارهم واعجابهم بقدراته وخبرته، ولن أكون مبالغ اذا قلت أنه ربما يكون الأفضل على مستوى عدن والمحافظات المجاورة لها، وبالنسبة لي شخصيا في حال-لا سمح الله- احتاج أحد أقاربي إلى تدخل جراحي فأن الدكتور محسن الحاج سيكون أول من أفكر في طلب مساعدته مع قبولي الكامل بكل نتائج العملية لأنني أعرف أن لا أحد بمستواه، وما سيقدمه هو في نظري حرفيا كل ما تبقى للمريض من فرص العيش بعد قدرة الله عز وجل، وانا هنا لا أقلل من قدرات الجراحين الآخرين، فمحافظتنا -الطاردة لكوادرها-تزخر بكثير من الأطباء المتميزين وجميعهم تقريبا لن يختلفوا معي في تقييمي هذا للدكتور محسن الحاج، ومعظمهم إن لم يكن جميعهم قد تدربوا يوما ما بجانبه قبل أن يصلوا إلى ما وصلوا اليه.

سادسا: المثير للاستغراب أن جل من تعرضوا لحملات التشويه الاعلامية أو الاعتداء والتهديد هم من أفضل وأمهر الاطباء، وهنا اذكر على سبيل المثال لا الحصر الاسماء التالية: د.أمين العيفري(التهديد ورمي قنبلة على منزله)، د.أحمد البشطرة(التهديد بالسلاح من قبل ممرض في مستشفى النصر)، د.عبدالجليل رضوان(تهديدات متكررة ومستمرة)،د.محسن الحاج(رمي قنبلة فوق منزله وحملات إعلامية)، د.علي مثنى(تهديد بالسلاح مرات عدة وحملات إعلامية عدة)، د.طارق مزيدة( استهدافه بالرصاص الحي من قبل حراسة مستشفى الجمهورية الذي كان يشغل حينها نائب لرئيس الهيئة أمام الكاميرات)، د.عرفان لعرج(الاعتداء عليه بالضرب من قبل مرافقين مرضى في طوارئ مستشفى الجمهورية)، د.مجاهد الحصيني(لا اتذكر حاليا الطريقة لكنه تعرض للتهديد أو المضايقة أيضا في عدن)، د.وضاح الدرويش إستشاري جراحة المخ والأعصاب(كسر ابواب شقته في المنصورة وسرقة شهاداته وكافة وثائقه)، ما يدفعني للتساؤل مرة أخرى عن الابعاد الحقيقية وراء هذه الحوادث وهل هي عفوية فعلا، خصوصا عندما نتذكر أن هناك الكثير من المتسلقين على المهنة، وغيرهم من أصحاب القدرات والمستويات المتواضعة تسير أمورهم على ما يرام ولم تقم ضدهم أي حملة إعلامية أو يتعرض لهم أحد.

سابعًا:أطلب من الدكتور محسن الحاج منحي وكالة تتيح لي رفع شكوى بكل من ساهم في نشر هذه الإشاعة إلى نيابة الصحافة أو أن يقوم هو بذلك، وعلى كل من نشر أو أعاد نشر شيء يجهل حقيقته أن يمسح المادة المنشورة وأن يقدم إعتذاره للدكتور وفريقه، الهدف مش تهديد أحد ولكن رد إعتبار وهذا أقل حق له، وهو أيضا بالنسبة لي وللأطباء تكفير عن صمتنا خلال حملات الإساءة السابقة بحقه عندما لزمنا الصمت ازاءها أو دافعنا على استحياء حتى لا يتهمنا أحد بالتعصب كما أننا لم نكن مطلعين بشكل كامل على طبيعة القضايا آنذاك؛ وكان ذلك خطأ كبير أدى إلى التطاول الحاصل حاليا، لكن بما أنني اليوم أقرب من أي وقت مضى من القضية فأنني سأقف إلى جانب الحقيقة دون مداهنة أو تلكؤ.

ثامنًا: من لديه شكوى طبية عليه تقديم ملف الشكوى للمجلس الطبي ونحن إلى جانبه فهناك قضايا في الفترة الأخيرة فصل فيها المجلس الطبي بعد تشكيله مؤخرا وسيحصل على حقه، أما نشر الاتهامات والتشويه بالآخرين دون دليل فهذا أمر غير مقبول، كما أطالب تفعيل الضوابط وآليات المحاسبة من قبل السلطات في المحافظة لحماية الطبيب والمريض على حد سواء وإغلاق الباب أمام اللغط والفوضى، لأن هذا سيؤدي في الأخير إلى قطع ما تبقى من الثقة بين المريض والطبيب كون محافظتنا -على خلاف المحافظات الأخرى- متفردة في هذا السجل سيء السمعة.

اسأل الله العلي العظيم أن يحفظ الجميع من كل مكروه، وأن يردنا إليه ردا جميلا.

اختصاصي في أمراض الباطنة والقلب

٢٠ سبتمر ٢٠٢٥