الجنوب اليمني: خاص
تشهد الساحة العسكرية في جنوب اليمن توتراً متصاعداً على خلفية ملف المرتبات، بعد إعلان الإدارة المالية لألوية العمالقة ، التي يقودها نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي المشرف على الملف الأمني العميد السلفي أبو زرعة المحرمي، بدء صرف رواتب شهر أغسطس 2025م ابتداءً من صباح يوم غد السبت 20 سبتمبر، عبر بنك القطيبي ووكلائه في المناطق المحررة، وبالريال السعودي.
ورغم انتظام صرف مرتبات ألوية العمالقة بشكل شهري مع حوافز إضافية، يواجه عشرات الآلاف من ضباط وجنود القوات المسلحة التابعة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، أزمة متواصلة نتيجة توقف مرتباتهم للشهر الرابع على التوالي، ويعزو مراقبون ذلك إلى خلافات إدارية حادة بين مالية القوات المسلحة والأمن ومالية قوات العمالقة التي باتت تدير شؤونها المالية عبر بنك القطيبي بشكل منفرد.
منتسبو قوات الانتقالي أعربوا عن استنكارهم الشديد لما وصفوه بـ”التمييز ” داخل المؤسسة العسكرية، مؤكدين أن استمرار صرف المرتبات لألوية العمالقة وحدها يكشف غياب أي إصلاحات مالية أو إدارية، ويعكس صراعاً متنامياً على المكاسب والنفوذ ويشيرون إلى أن بنك القطيبي الذي يتبع ابا زرعة المحرمي ، الذي أوكلت إليه عملية الصرف، أصبح يدير مالية العمالقة بطريقة انفرادية، بعيداً عن الأطر الرسمية للقوات المسلحة والأمن .
ويؤكد ضباط جنوبيون أن هذا الوضع يثير تساؤلات عديدة، خاصة أن الجهة الممولة للمرتبات، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، تصرف الدعم شهرياً لجميع التشكيلات العسكرية الجنوبية من دون استثناء ،غير أن الآلية المعمول بها حالياً، وفق قولهم، تحولت إلى أداة لإقصاء وحدات عسكرية بعينها، وفتح استثمارات بمرتباتها المتوقفة منذ أربعة اشهر ما يعمّق الشرخ داخل هذه المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه ألوية العمالقة فتح معسكرات تجنيد جديدة في عدن ولحج والمخا واستيعاب مجندين وضباط جدد، تبقى قوات أخرى بلا مرتبات منذ أربعة أشهر، الأمر الذي يرى مراقبون أنه قد يؤدي إلى فجوة وانقسام خطير داخل قوات المجلس الانتقالي إذا لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة لهذه الأزمة.
ويحذر خبراء عسكريون من أن استمرار سياسة “التمييز في المرتبات” لا يهدد فقط تماسك هذه القوات، بل قد ينعكس سلباً على الوضع الأمني والاستقرار في مناطق الحكومة، في وقت لا تزال فيه التحديات الأمنية والسياسية في اليمن معقدة وتتطلب وحدة الصف العسكري والأمني لمواجهتها.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news