العاصفة نيوز ـ خاص
أكد قائد الجيش الأفغاني، فصيح الدين فطرت، اليوم الأحد أن حكومته ترفض بشكل قاطع تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن استعادة قاعدة باغرام الجوية، وأن التوصل إلى أي اتفاق بشأن تسليم أو مشاركة السيطرة على القاعدة «مستحيل»، مشدداً على أن «الاتفاق حتى على شبر واحد من أراضينا مستحيل ولن نفرط في أي شبر من الأراضي الأفغانية لأي جهة كانت».
تصاعدت الأزمة بعد تحذير لافت أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة، حيث قال إن «أموراً سيئة» قد تحدث إذا لم تُعاد قاعدة باغرام إلى من بناها — الولايات المتحدة — وراح يصف استعادتها بأنها مطلب قائم ويقول إن بلاده «تتحدث مع أفغانستان» بخصوص ذلك. تصريح ترامب أثار ردود فعل غاضبة ومتباينة في المنطقة والعالم.
اقرأ المزيد...
المحرّمي يلتقي السفيرة الفرنسية لبحث تعزيز العلاقات ومكافحة الإرهاب
21 سبتمبر، 2025 ( 3:37 مساءً )
ضبط مشروبات غازية منتهية الصلاحية بعدن
21 سبتمبر، 2025 ( 3:12 مساءً )
رفض طالبان والتصعيد الدبلوماسي
لم تكتفِ قيادة الجيش بالرد، بل جاء موقف طالبان أيضاً واضحاً برفض فكرة إعادة القاعدة لأميركا، واصفة أي محاولة لفرض سيطرة خارجية بأنها مخالفة لسيادة البلاد ولما نصت عليه اتفاقيات سابقة مثل اتفاق الدوحة. تصنيف الحركة للمبادرة بأنها «غير واقعية» عزز من حدة الخلاف بين كابول وواشنطن، وأشار محللون إلى أن أي محاولة لاستعادة القاعدة بالقوة قد تترتب عليها تبعات عسكرية وسياسية كبيرة.
لماذا باغرام مهمة؟
قاعدة باغرام كانت لسنوات المركز اللوجستي والأمني الأكبر للوجود العسكري الأمريكي وحلفائه في أفغانستان، وتضم مدرجات طويلة ومرافق دعم واسعة كانت تسمح بعمليات جوية ونقل ثقيل وجمع معلومات استخبارية خلال عقود العمليات ضد تنظيمات متطرفة منذ عام 2001. لذلك تعتبر السيطرة عليها ذا بعد استراتيجي كبير للعمليات والردع في منطقة أفغانستان وآسيا الوسطى. ومع انسحاب القوات الأمريكية عام 2021 دخلت القاعدة مرحلة إعادة تأهيل تحت سلطة السلطات المحلية وحركة طالبان.
تداعيات محتملة
المحللون العسكريون والدبلوماسيون يحذرون من أن إعادة السيطرة الأميركية على قاعدة بهذا الحجم لن تكون مسألة تفاوضية بسيطة؛ إذ تتطلب — بحسب تقديرات سريعة لعسكريين سابقين — نشر قوات كبيرة وتأمينات جوية وبرامج لوجستية وحماية من تهديدات داخلية وإقليمية. كما أن أي خطوة من هذا النوع قد تؤدي إلى توتر مع الجهات الإقليمية وتعيد النقاش حول سيادة أفغانستان والاستحقاقات التي جلبتها سنوات النزاع.
موقف كابول الرسمي والدعوات الدولية
في حين أعاد قائد الجيش التأكيد أن «الاتفاق مستحيل» وأن الأفغان «لن يحتاجوا إلى أي شبر مهدى لهم»، دعت بعض الدول والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس والتعامل عبر القنوات الدبلوماسية لتفادي تصعيد عسكري جديد في بلد لا يزال هشّاً على صعيد الأمن والاقتصاد. كما طالب خبراء بضرورة العودة إلى مناقشات إقليمية تضم دول الجوار لتقليل المخاطر المحتملة.
خلاصة
المشهد الآن يظهر مواجهة كلامية وسياسية بين تصريحات لافتة من واشنطن ورد فعل متصلب من قيادات في أفغانستان، وقلق من أن تتحول التصريحات إلى خطوات عملية لها أثر بعيد المدى على استقرار البلاد والمنطقة. تبقى الساعات والأيام القادمة حاسمة لتحديد إن كان هذا الخلاف سيبقى في إطار الخطاب أم سيتطور إلى إجراءات على الأرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news