اليوم الأسود
قبل 17 دقيقة
إحدى عشرة سنة وما زلنا نتجرع الانقلاب الحوثي على الدولة في 21 سبتمبر، ذلك اليوم الأسود الذي نقل الدولة من الحداثة إلى محاكاة للعهد الإمامي الكهنوتي بنسخته الإيرانية
.
خمسمائة ريال زيادة على المشتقات النفطية فتحت الطريق إلى صنعاء تحت شعار "الجرعة" كعنوان لتحقيق أغراضهم الدنيئة، مستغلين أبناء الشعب اليمني في نضالاته ضد الانفلات الاقتصادي، دون أن يدرك أن تلك الجرعة ستجرّعه مرارة الفقر والجوع وفرض الجبايات لملء خزائن المليشيا القادمة من غبار التاريخ وكهوف الظلام.
كل ما كان الحوثي يمنّي به المغرر بهم في الساحات قبل انقلابهم، أصبحوا بعد اغتصاب العاصمة صنعاء يمارسون ضدهم كل صنوف الذل والانتهاك؛ حيث وجدوا أنفسهم يُقتادون إلى السجون، تنتهك حريتهم وكرامتهم، ولا صوت يعلو على الصرخة الخمينية والسلالة الحاكمة بالحديد والنار.
من كان يعتقد أن الإمامة ستعود حاملة المشروع الإيراني التدميري المهدد للسلم الاجتماعي في اليمن والمزعزع للأمن الإقليمي والدولي، كمنصة للإرهاب تهدد الملاحة الدولية وتبتز العالم، حتى الشعب الفلسطيني لم يأمن شرّهم وهم يتاجرون بقضيته ويوجهون الأنظار بعيدًا عن الإبادة الإسرائيلية بحق سكان غزة.
بعد إحدى عشرة سنة من المحاباة ومنع التحرير والضغط على التحالف، يكتشف العالم أن الحوثي منظمة إرهابية يجب اجتثاثها من اليمن. رؤية متأخرة جاءت بعد أن تغيّرت التحالفات وتركت الشرعية وحيدة تواجه مشاكل سياسية واقتصادية وأمنية عصفت بها وجعلتها لا تقوى على لملمة شتاتها أو تحريك الجبهات لإنهاء الانقلاب سلمًا أو حربًا.
على قيادة المجلس الرئاسي أن تدرك حجم المسؤولية، وتترك خلافاتها ومصالحها الشخصية، وأن تتحرك بشكل جاد لإخراج اليمن من دائرة العشوائية والتفكير نحو الحسم، واستغلال انكشاف الحوثي أمام العالم كجماعة إرهابية.
ما مضى كافٍ لأن نستشعر الخطر المحدق من بقاء الحوثي على الدولة والنظام الجمهوري، فالتخلص منه لم يعد مجرد أمنية أو حلم، بل ضرورة ملحّة وحتمية لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لليمن. وهنا على الشرعية أن تحرر نفسها من الفساد الذي يأخذ الدولة إلى المجهول، وأن تفكر جديًا في المضي نحو التحرير والخلاص من تلك الآفة، وترك خلافاتها جانبًا وتأجيل قضاياها الجانبية إلى ما بعد استعادة الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news