يمن إيكو|أخبار:
ذكرت صحيفة “بيزنس داي” الجنوب أفريقية أن شركة كوكاكولا للمشروبات بدأت إجراء مشاورات مع نقابة عمال الأغذية والحلفاء تمهيداً لتسريح أكثر من 600 موظف في فروعها بجنوب أفريقيا، في خطوة قد تشكل ضربة جديدة لسوق العمل في بلد يعاني أصلاً من أحد أعلى معدلات البطالة في العالم.
ونقلت وسائل إعلام دولية عن المتحدث باسم النقابة دومينيك سوارتز، أن الشركة وجهت إشعارات رسمية إلى موظفيها بوجود نية لتقليص العمالة، لكنه أوضح أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد. وأكدت النقابة رفضها لهذه الخطوة، محذرة من تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية إذا مضت الشركة في خطتها.
ويأتي هذا التطور في وقت يواجه الاقتصاد الجنوب أفريقي أزمات مزدوجة تشمل تضخماً مرتفعاً وتراجعاً في القدرة الشرائية للمستهلكين، إضافة إلى الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 30% التي فرضت على بعض الصادرات، والتي يتوقع البنك المركزي أن تؤدي إلى فقدان نحو 100 ألف وظيفة.
كما يواجه قطاع المشروبات منذ سنوات تحديات إضافية مثل ضريبة السكر المفروضة عام 2018، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتزايد المنافسة من العلامات المحلية والمشروبات الصحية.
وتزامنت الأزمة مع حملات مقاطعة واسعة تستهدف شركات أمريكية داعمة لإسرائيل بينها كوكاكولا منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، ما أدى إلى تراجع مبيعات الشركة في عدة أسواق رئيسية، حيث هبطت مبيعات الشركة في تركيا بنسبة 22% في الربع الأخير من 2023، بينما شهدت مصر وباكستان والأراضي الفلسطينية انخفاضات كبيرة خلال النصف الأول من 2024، بحسب تقارير وكالات دولية.
وفي جنوب أفريقيا نفسها، لم تُعلن أرقام رسمية عن حجم التأثير، غير أن منتجاً محلياً باسم “فلسطين كولا” بدأ يلقى رواجاً، مستفيداً من موجة التضامن الشعبي مع غزة، في مؤشر على تغير سلوك المستهلكين.
ورغم تأكيد كوكاكولا أنها لم تحسم موقفها النهائي، إلا أن مراقبين يرون أن المشاورات الجارية مع النقابات تمثل خطوة أولى نحو إعادة هيكلة قد تعيد رسم خريطة صناعة المشروبات في البلاد، وتعكس في الوقت نفسه تحديات عالمية تواجه الشركات متعددة الجنسيات في الأسواق الناشئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news