نكبة 21 سبتمبر .. الانقلاب الحوثي على الجمهورية والدولة
قبل 15 دقيقة
لم يكن هناك يوم أشد قتامة ولا أكثر إيلامًا في تاريخ اليمن الحديث من يوم 21 سبتمبر 2014م، اليوم الذي انقلبت فيه مليشيات الحوثي العنصرية على الدولة اليمنية ومؤسساتها بقوة السلاح، بدعم وإسناد مباشر من النظام الإيراني، معلنة بداية مرحلة سوداء من الظلم والاستبداد والطائفية، أعادت اليمن قرونًا إلى الوراء، وأدخلته في نفق طويل من الحرب والدمار والانهيار
.
في فجر يوم 21 سبتمبر 2014م، استفاق اليمنيون على وقع اجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء بعد أن استكملت استعداداتها العسكرية والأمنية والإعلامية. ولم يكن ذلك اليوم مجرد انقلاب على السلطة فحسب، بل كان نكبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ دُمرت مؤسسات الدولة، وصودرت الإرادة الشعبية، وانقضت المليشيات على الجمهورية ومبادئها، وأعادت نظام الإمامة بثوب أكثر إجرامًا ودموية، قائمًا على السلالة والعنصرية والتبعية للمشروع الإيراني.
أحد عشر عامًا مرت على نكبة 21 سبتمبر، واليمن ما يزال يدفع الثمن باهظًا. فمنذ ذلك اليوم الأسود، شهدت البلاد حروبًا مدمرة في مختلف المحافظات، وانهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق، وكارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم وفق تصنيف الأمم المتحدة، ومصادرة للحريات وإغلاق للصحف ووسائل الإعلام، وملاحقة الصحفيين والناشطين، وتحويل المدارس والمؤسسات إلى سجون ومعتقلات رسمية وسرية، واستشراء عمليات الاختطاف والاعتقال والتعذيب والإعدامات خارج القانون، وفرض الجبايات ونهب الأموال العامة والخاصة، وممارسة التمييز العنصري والطائفي بشكل فجّ، واستهداف البنية التحتية، وتنفيذ أجندة إيران التخريبية في اليمن والمنطقة.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بكل ذلك، بل سعت لتغيير هوية اليمن الثقافية والدينية والاجتماعية، من خلال فرض خطب طائفية، ومناهج تعليمية مفخخة، وغسل أدمغة النشء والشباب لتقديس السيد والقبول بالذل والعبودية.
اليوم، وبعد مرور أكثر من عقد على هذه النكبة المشؤومة، تزداد الحاجة إلحاحًا إلى توحيد الصف الجمهوري، ونبذ الخلافات، وجمع الكلمة، لمواجهة هذا المشروع الكهنوتي المتخلف، الذي لا يؤمن بالجمهورية ولا بالدولة ولا بالمواطنة المتساوية.
إن استعادة الدولة اليمنية وإسقاط الانقلاب الحوثي لا ينبغي أن يكون مجرد خيار، بل هو واجب وطني وتاريخي وأخلاقي على عاتق كل القوى السياسية والعسكرية والقبلية، بل وعلى كل مواطن يمني حر.
ستظل نكبة 21 سبتمبر جرحًا غائرًا في جسد اليمن، وستظل أيضًا تذكرة مؤلمة بضرورة الدفاع عن مكتسبات الجمهورية، وحماية الوطن من مشاريع التبعية والطائفية والاستبداد. وإن استمرار هذا الوضع يعني مزيدًا من المعاناة والدمار، ولا مخرج إلا بإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة، وبناء يمن حر ديمقراطي لكل أبنائه، دون تمييز أو إقصاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news