تصنف الحروب بأنها “ميدان الأقوياء”، لكن المتضررين منها هم الفئات الأكثر ضعفاً وأبعدهم علاقة من إشعالها، بخاصة النساء والأطفال، ولم يعد استهداف الضحايا يقتصر على الشباب أو الفتيات وحسب، بل امتدت انتهاكات النزاع المسلح في السودان لتشمل المسنات اللاتي يحملن على وجوههن خرائط الزمن وتجاعيد الكفاح، إذ بات الحنان المستتر في عيونهن يغتال بوحشية تحت جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
ففي ترجمة للمستوى غير المسبوق لحجم الانتهاكات الواقعة في حق المسنات في السودان، وردت تقارير عدة عن حالات لضحايا عنف واستعباد جنسي واغتصاب جماعي لنساء بعمر 80 سنة بخاصة في كردفان وإقليم دارفور، المنطقتين اللتين تشهدان أعنف المعارك.
في حين ترصد التقارير انتهاكات كثيرة في حق الأطفال، منها اختطاف الرضع الذين لم يتجاوزوا أيامهم الأولى، واختفوا من بين أذرع أمهاتهم المنهكات بسبب تداعيات الحرب، فضلاً عن توثيق حالات عنف جنسي واغتصاب ضد اليافعين.
في السياق تروي مريم حسين (70 سنة)، أنها “تعرضت للاغتصاب من ثلاثة جنود يرتدون زي قوات” الدعم السريع” في طريق عودتها من إحدى قري محلية القوز بولاية جنوب كردفان، إذ جذبوها بقوة إلى أحد المنازل الزراعية”.
وأضافت مريم “كنت مصدومة ولا أعرف أين أنا، كنت أتوسل إليهم من أجل السماح لي بمغادرة المكان، وأنني في مقام والدتهم، لكنهم رفضوا تماماً، وتناوبوا على اغتصابي حتى غبت عن الوعي واستيقظت ووجدت نفسي مضرجة بالدماء”.
وأوضحت حسين “كثيراً ما سمعت من الفتيات قصص الانتهاكات التي يروينها، لكنني لم أكن أتوقع يوماً أن أكون أنا الضحية على رغم تقدمي في السن”، وتابعت قولها أن قوات “الدعم السريع” ارتكبت “انتهاكات واسعة في حق المدنيين بمنطقة الدبيبات والقرى المجاورة، إذ يقود الجنود الفتيات من الشوارع ليتناوبوا على اغتصابهن تحت تهديد السلاح”.
اخبار التغيير برس
إلى ذلك، قالت مبادرة القرن الأفريقي لمساعدة النساء المعروفة باسم “صيحة”، إنها وثقت في السودان لحالات اختطاف أطفال رضع وعنف واستعباد جنسي لمختلف الأعمار بينهن مسنات”.
وأشارت منسقة الحماية والاستجابة والتوثيق في مبادرة “صيحة” عادلة أبوبكر إلى أن “الشبكة” وثقت حالات عنف ضد مختلف الأعمار بدءاً من عام واحد إلى 80 سنة، شملت الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والاختطاف الذي طال أطفالاً بعمر ستة أشهر”.
ونوهت بأن “الشبكة وثقت كذلك ارتكاب أطراف النزاع منذ اندلاعه في أبريل 2023 إلى أغسطس 2025، أكثر من “400” حالة عنف جنسي ضد النساء”.
وكشفت أبوبكر عن معتقلات احتجاز للنساء في الخرطوم والجزيرة والفاشر بولاية شمال دارفور، إذ توجد في الأخيرة معتقلات بمقر الإمدادات الطبية ومقار المنظمات”، كما رصدت شبكة “صيحة” انتهاكات ارتكبتها القوات التي تقاتل مع الجيش السوداني، وكذلك الميليشيات الأخرى المساندة لقوات “الدعم السريع”.
وذكرت منسقة الحماية والاستجابة، أن الشبكة تتلقى بلاغات يومية عن حدوث انتهاكات جنسية تتراوح بين حالة إلى حالتين في مناطق بولايتي شمال دارفور وكردفان بسبب استمرار النزاع المسلح”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news