كنا بالأمس نقف بقوة أمام المجتمع الدولي ونحن نتحدث عما تتعرض له المرأة اليمنية من قمع واعتقال وتشهير من قبل جماعة الحوثي ، ونستشهد بكثير الحالات التي تعرضها نساء اليمن اللاتي تعرضن للسجن والتعذيب ، والأذى الجسدي والنفسي ، مطالبين بإدانة هذا السلوك الدخيل على القيم اليمنية وحقوق الانسان الذي جاء مع الحوثي ، وفي الصدارة منها حقوق المرأة .
ترى كيف سنفسر ما حدث اليوم في مدينة تعز من كارثة أخلاقية ، بكل معنى الكلمة ، لم يشهد اليمن لها مثيلا في تاريخه القريب .
اغتيال "افتهان" المشهري" انقلاب أخلاقي جذري ، تم في مدينة طالما تطلع إليها اليمنيون كمركز حضاري ظل يعيد تشكيل الانسان بقواعد الحب والمدنية ، واحترام حقوق الانسان ، والدفاع عن كرامته وتقدير مكانة المرأة كأهم عنصر في منظومة القيم التي شكلت على الدوام العنصر الجامع لأبناء هذه المدينة ، والتي لطالما أفردت لهم مكانة مميزة في كل بقعة في اليمن .
لا شك أن هذه حادثة خطيرة لها ما بعدها ، فإما أن تكون مقدمة لتدهور قيمي لن يتوقف إلا بإغراق هذه المدينة التاريخية ومعها تعز بأكملها في مستنقع الفوضى ، وإما أن تكون علامة فارقة بين زمنين ، الماضي منهما زمن غريب لا يليق بهذه المدينة ، والقادم منهما زمن الانضباط ، واستعادة المدينة التي كان يركض فيها الوطن مزهوا بقيم المدنية والمحبة والسلام ، ومقاومة الظلم وظلامية التحريض على قتل المختلف صاحب الرأي أيا كان إسمه وعنوانه .
مع ضرورة الانتباه لأي اختراق حوثي يشعل مثل هذه الفوضى في معركة يستخدم فيها كل الأوراق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news