‏تعز.. رصاصة خرجت من درج مدير الأمن

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 189 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏تعز.. رصاصة خرجت من درج مدير الأمن

بلقيس اليماني:

الجرائم الكبرى تبدأ بصمت ورقة تُركت في درج منسي. في 18 أغسطس 2025، قبل شهر واحد من مقتل افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة في تعز وابنة القنصل الفخري اليمني في إسطنبول، وصلت مذكرة رسمية موقّعة من المحافظ إلى مكتب مدير الأمن، تأمر بالقبض على المدعو محمد صادق المخلافي بعد أن هددها بالقتل. المذكرة بقيت حبيسة الأدراج، رغم أن افتهان أرسلت أكثر من عشر برقيات استغاثة للسلطات المحلية، بينما خرج التهديد إلى الشارع، وانتهى بجريمة اغتيال وحشية بأكثر من عشرين رصاصة.

كانت افتهان على وشك إبرام اتفاقيات لجلب تمويلات بملايين الدولارات لإنشاء مصنع لتدوير النفايات في تعز، وفق معلومات حصلنا عليها من مصادر صحفية. مشروع كهذا كان سيقلب الطاولة على ما يُعرف بـ “جنرالات القمامة”، وهم نافذون يسيطرون على عقود نقل النفايات ويستفيدون من الفوضى والصفقات الوهمية. بعبارة أخرى: كانت تحاول تنظيف المدينة من القمامة… ومن المستفيدين منها.

المواجهة تجاوزت ملف الفساد إلى صراع مباشر مع قوى الأمر الواقع. تؤكد مصادر أن افتهان اتخذت قرارًا بطرد أسرة المخلافي من مبنى حكومي كانوا يستولون عليه بالقوة. في مدينة تحكمها أعراف “البسط” أكثر من قوانين الدولة، كان ذلك تحديًا مباشرًا لعصابة مسلحة، كلفها حياتها.

شهادات متطابقة تشير إلى أن القاتل مجرد أداة في يد آخرين. “الرأس الكبير” يهمس فقط. يختار شابًا غاضبًا، ويقنعه أن رزقه قُطع بسبب هذه المسؤولة. وهكذا تتحول الرصاصة إلى الحل الأرخص لإسكات صوت مزعج، بينما يبقى المحرك الحقيقي للجريمة في الظل.

منذ بداية الحرب، فُتحت السجون في تعز، وارتدى المجرمون زيًا عسكريًا. كثيرون حصلوا على أرقام ورتب ورواتب. في ظل هذا المشهد، يصبح أمر القبض على مجرم أقرب إلى نكتة. “حاميها حراميها”، كما يصف مواطنون حال المدينة التي تحولت فيها الدولة إلى غطاء للجريمة المنظمة.

عندما تحركت قوات الأمن قبل ساعات، تحولت العملية إلى مهزلة كاملة. توجهت إلى “مربع الموت” شمال شرق المدينة، واشتبكت مع عشرات المسلحين، ثم انسحبت بعد أن خذلها الجيش والشرطة العسكرية، مكتفية بوعود من حماة القاتل بتسليم نفسه. وفق مصادر أمنية، يحتمي المخلافي بأكثر من مئتي مسلح مدججين بأسلحة ثقيلة، تجمعهم روابط عشائرية وعصبوية، ويحظون بدعم مالي من “رأس كبير” لم يُكشف عنه بعد.

المفارقة المؤلمة أن رئيس الجمهورية ينحدر من تعز، ورئيس البرلمان منها، وكذلك المحافظ. ومع ذلك، عجزت مؤسسات الدولة عن حماية موظفة حكومية واجهت الفساد وطلبت الحماية مرارًا. النتيجة أن “صعلوكًا واحدًا”، كما وصفه الأهالي، جعلهم جميعًا بلا قيمة.

اغتيال افتهان تجاوز كونه حادثة جنائية، ليصبح جريمة سياسية واجتماعية بحق مدينة كاملة. خسرت تعز صوتًا حاول أن يفرض القانون على الفوضى، وأثبتت أن الإفلات من العقاب أصبح قانونًا غير مكتوب يحكم المدينة. في النهاية، اكتشف الناس أن “الرجل الوحيد” الذي تجرأ على المواجهة… كان امرأة. والسؤال الآن: من التالي؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي يواصل إصدار قرارات تعيين مثيرة للجدل في الحكومة

جهينة يمن | 450 قراءة 

عدن: مواطن يصدم عند فتح علبة أناناس معلبة (صورة)

نيوز لاين | 421 قراءة 

مراجعة قرارات مجلس القيادة.. والزلزال السياسي الذي هز عرش العليمي

صوت العاصمة | 364 قراءة 

تنبيه عاجل للمسافرين: قائمة جديدة بالمحظورات في منفذ الوديعة

المرصد برس | 342 قراءة 

هاني بن بريك يرسل تحذير ناري لأبناء تعز بعد اغتيال مديرة صندوق النظافة: قتلوها قاتلهم الله

نافذة اليمن | 338 قراءة 

منفذي عملية اغتيال افتهان المشهري بتعز يستعدون للهروب الى هذه المنطقة الليلة

كريتر سكاي | 335 قراءة 

لن يتم القبض على قاتل افتهان لهذا السبب

الحدث اليوم | 311 قراءة 

عاجل:بدء تاثير المنخفض الجوي على عدن

كريتر سكاي | 268 قراءة 

الكشف عن سبب اغتيال افتهان المشهري بتعز(صدمة)

جهينة يمن | 258 قراءة 

طارق صالح والداعري يفضحان المخفي: ماذا كانت إيران تخفي؟

نيوز لاين | 246 قراءة