إذا أردتَ الجَمالَ فابحثْ عن ريفِك، ففيه تُولدُ الأرواحُ وتزهرُ القلوب،في ريف بلادي، حيث مسقط الرأس وذاكرة الطفولة، تتجلى قدرة الخالق في لوحة بديعة تنبض بالحياة. هناك، حيث تمتد الحقول الخضراء بألوانها الزاهية، وكأنها سجادة سماوية فرشت على الأرض، تشهد على عظمة الخالق وكرمه.
تتناغم زغاريد الطيور مع هديل الحمام، فيُغدو الجو سيمفونية طبيعية تهدهد القلب وتشرح الصدر.
وعلى ضفاف الجداول، ينساب خرير الماء رقراقًا كعزفٍ شجي، يتماوج مع نقيق الضفادع، فيبعث حياة أخرى في المشهد. الفراشات الملونة والنحل النشيط يتنقلان بين الأزهار في رقص أبدي، يروي حكاية العطاء والتجدد.
الجبال من بعيد ترتدي حلة جديدة مع زخات المطر الأولى، والسحب الملبدة بالغيوم ترسم وعدًا بغيثٍ كريم، وكأن السماء تتزين لعرسٍ بهيج. وبين المزارع، تتنقل العائلات مع أطفالها في نزهة بريئة، بينما يلهو الصغار ببراءة الطفولة، ضاحكين بلا هموم، وكأنهم أسرار الجمال المتناثر بين الحقول.
صباحات الريف لها سحر خاص، حين تمشي على ترابه الطيب، وتتنفس هواءه العليل، ومع صوت فيروز يصدح: "يا دارا دوري فينا"، تشعر أن كل شيء يدور فعلًا حولك؛ الأرض، الأشجار، الغيم، وحتى قلبك الذي يذوب عشقًا في مسقط الرأس.
إنها جنة ربانية، وواحة من البهاء أهدتنا إياها الطبيعة بكرمٍ وسخاء، لنحيا معها ونحمد الله على نعمة الخلق والعطاء. ما أجمل أن نرفع الأكف داعين أن يديم المولى علينا هذا الخير الوفير، والجو العليل، وأن يحفظ ريفنا عروسًا خضراء بهية على مرّ السنين.
من مسقط الرأس اكتب لكم هذا الموضوع "هدية الأسبوع" فهو بمثابة عربون محبة ووفاء لريفنا الجميل، واعترافًا بفضل الأرض التي منحتنا البهجة والخير، وأهدتنا روح الحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news