بشرى العامري:
لم يعد ما يجري داخل مجلس القيادة الرئاسي سرا يخفى على أحد؛ فالأزمة باتت عاصفة معلنة، وبيانات أعضائه تنشر على الملأ، لتكشف حجم الخلافات والتصدعات.
ومع ذلك، لا تزال القوى السياسية والأحزاب اليمنية، التي طالما قدّمت نفسها بوصفها ركيزة “الشرعية” وضمانة الاستقرار، تلتزم صمتا مريبا أمام مشهد الانهيار العلني.
هذه الأحزاب التي اعتادت أن ترفع مدافعها الإعلامية عند أي مساس بمصالحها الضيقةـ تعيين هنا أو اسم في كشف الإعاشة هناك، نجدها اليوم تتوارى عن الأنظار وهي ترى المعبد السياسي ينهار. مجلس وزراء بلا إعلان، مجلس قيادة يتصارع أمام الجميع، والتحالف لا يزال الراعي الرسمي لهذا الائتلاف.
جوهر المشكلة لم يكن يوما التحالف ولا الخارج، بل في غياب التقارب اليمني ـ اليمني، وفي سلوك الأحزاب التي تصرّ على لعب دور المتفرج وقت الأزمة رغم أنها شريكة في صناعة المشهد وصاحبة النصيب الأكبر من مغانم السلطة.
إن صمت هذه الأحزاب في لحظة مفصلية كهذه ليس حيادا ولا حكمة، بل هو تخاذل يدفع ثمنه الوطن والمواطن، ويكشف أن ما سُمّي يوما “حكومة توافق” لم يكن سوى حكومة محاصصة حزبية تتبخر عند أول اختبار حقيقي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news