قمة الدوحة.. هل تعيد رسم التوازن وتضع حداً لتجاوزات إسرائيل؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 37 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قمة الدوحة.. هل تعيد رسم التوازن وتضع حداً لتجاوزات إسرائيل؟

تنعقد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة في لحظة فارقة، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية وأحدث صدمة سياسية إقليمية ودولية.

القمة ليست مجرد اجتماع عابر، بل محطة تحمل في طياتها أسئلة جوهرية: هل يمكن أن تشكل هذه اللحظة بداية مسار جديد لردع إسرائيل، وحماية أمن المنطقة، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية؟

في هذا السياق، حملت مداخلات الضيوف في برنامج "ستوديو وان مع فضيلة" على سكاي نيوز عربية إشارات مهمة، حيث برزت 3 مقاربات رئيسية من المحلل علي جمالو، والباحث السياسي عايد المناع، والمستشار الأكاديمي جمال عبد الجواد. تحليل هذه المداخلات يكشف عن تعقيدات المشهد، وخيارات العرب بين التصعيد العسكري والاستثمار الدبلوماسي.

الواقعية السياسية

يرى المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية" علي جمالو أن ما جرى في الدوحة يتجاوز منطق العمل العسكري المعتاد، واصفًا الهجوم بأنه "اغتيال الوساطة"، أي محاولة إسرائيلية لإنهاء أي مسار تفاوضي يمكن أن يفضي إلى تهدئة.

ويؤكد أن الاغتيال لم يستهدف فقط أطرافًا فلسطينية، بل ضرب دور قطر كوسيط إقليمي يحظى باعتراف دولي.

يطرح جمالو خيارين أمام القمة: إما الانجرار وراء ردات فعل شعبوية ترفع سقف التوقعات بلا حساب، أو الاستثمار في المناخ الدولي الذي أصبح أكثر تقبلاً لفكرة الدولة الفلسطينية.

بالنسبة له، الواقعية تقتضي الابتعاد عن التصعيد العسكري الذي لا تملك المنطقة مقوماته، والتركيز على المسار السياسي في الأمم المتحدة حيث تلوح مبادرة سعودية لإحياء خيار الدولتين.

كما يذكّر بأن نتنياهو يسعى لجر المنطقة إلى حرب إقليمية تعفيه من مأزقه الداخلي، وأن أي تصعيد غير محسوب سيكون هدية مجانية له. لذلك يدعو جمالو إلى استثمار الزخم الدولي غير المسبوق، حيث باتت معظم الدول الأوروبية أكثر ميلاً للضغط على إسرائيل، باستثناء الولايات المتحدة المحكومة بتشابكات انتخابية وضغوط لوبيات نافذة.

الرؤية الخليجية والاعتماد على الذات

طرح في الاثناء الأكاديمي والباحث السياسي عايد المناع زاوية مغايرة، ركزت على البعد الأمني والاعتماد الذاتي. بالنسبة له، فإن الهجوم الإسرائيلي على قطر كشف بوضوح محدودية دور القواعد العسكرية الأجنبية في حماية المنطقة. إذا كانت أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، قاعدة العديد، تبعد 35 كيلومترًا فقط عن موقع الهجوم ولم تتدخل، فما جدوى هذه التحالفات الأمنية؟

يرى المناع أن العدوان يعزز الحاجة لاعتماد العرب على أنفسهم، عسكريًا وسياسيًا. لكنه في الوقت ذاته يرفض الانزلاق نحو القطيعة مع الولايات المتحدة، داعيًا بدل ذلك إلى إرسال رسائل قوية لواشنطن: استمرار الانحياز الكامل لإسرائيل سيجعلها تخسر مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، التي يمكن أن تتحول نحو شركاء آخرين مثل روسيا أو الصين.

وفي معرض حديثه، أشار المناع إلى أن العدوان على قطر ليس مجرد استهداف لدولة مضيفة لحماس أو وسيط في المفاوضات، بل هو دليل على أن إسرائيل – بقيادة اليمين المتطرف – تسعى لإبقاء المنطقة في حالة توتر دائم.

ويضيف أن نتنياهو وبن غفير وسموتريتش لا يريدون أي حل سلمي، بل يسعون لإفشال أي جهد يوقف الحرب أو يفتح أفقًا سياسيًا.

المناع أشار أيضًا إلى أن اللحظة الراهنة قد تفتح نافذة جديدة: 142 دولة من أصل 167 صوتت في الأمم المتحدة مؤخرًا لصالح الدولة الفلسطينية، في خطوة تعكس عزلة إسرائيل دوليًا. هذه المعطيات، برأيه، يجب أن تتحول إلى ورقة ضغط جماعية عربية وإسلامية، مع تأكيد أن القضية الفلسطينية هي مدخل أي استقرار إقليمي.

مقاربة استراتيجية

من جانبه، شدد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية جمال عبد الجواد على أن قمة الدوحة ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسار طويل من إعادة التفكير الاستراتيجي العربي. أبرز ما طرحه هو أن الولايات المتحدة لم تعد تلعب دور الوسيط كما كان يُفترض، بل صارت أقرب إلى التطابق الكامل مع الموقف الإسرائيلي بفعل هيمنة تيارات "الصهيونية المسيحية" على الإدارة الحالية.

يرى عبد الجواد أن العرب أمام مفارقة صعبة: عليهم الاستعداد لأسوأ الاحتمالات بما فيها توسع الحرب، وفي الوقت نفسه ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التورط في مواجهة عسكرية مباشرة. لكنه يلفت إلى خطورة الخطة الإسرائيلية الرامية لتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة والضفة الغربية، محذرًا من أن هذا السيناريو قد يهدد حتى اتفاقيات السلام القائمة مع مصر والأردن.

ويشدد على أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر أسقط فرضية كانت قائمة لعقود، وهي أن مصير الدول العربية يمكن أن ينفصل عن مصير فلسطين. "العدوانية الإسرائيلية تشمل الجميع"، يقول عبد الجواد، ما يفرض على العرب بناء رؤية أمنية جماعية، بالاستناد إلى مبادرة مصرية – سعودية تبناها مجلس الجامعة العربية قبل القمة.

هذه المبادرة تدعو لتصور جديد للأمن الإقليمي يقوم على التعاون العربي – العربي، مع انفتاح على روسيا، الصين، والاتحاد الأوروبي.

أخبار ذات صلة

بين الخطاب الشعبوي والمواقف العملية

النقطة التي التقى عندها الضيوف الثلاثة هي التحذير من الشعبوية السياسية. مجرد انعقاد القمة يمثل رسالة قوية، لكن التحدي يكمن في تحويلها إلى مسار عملي. هنا تتباين الرؤى حول ما إذا كان يجب اتخاذ إجراءات عقابية مباشرة ضد إسرائيل – مثل تعليق بعض مسارات التطبيع – أو الاكتفاء بخطاب سياسي مدروس يدعم جهود الأمم المتحدة.

جمالو حذر من الذهاب بعيدًا في رفع السقف ثم التراجع عنه لاحقًا بتكلفة باهظة، بينما أشار المناع إلى أن خيارات مثل تقليص التعاون مع دول داعمة لإسرائيل تبقى مطروحة. أما عبد الجواد فاعتبر أن المعركة الأساسية ليست في القرارات الرمزية بل في بناء توازن قوى جديد يحتاج سنوات من العمل.

البعد الدولي: ما بعد القمة

يتفق المحللون الثلاثة على أن اللحظة الدولية الراهنة مواتية للعرب أكثر من أي وقت مضى. الدعم الدولي لفلسطين يتزايد، إسرائيل معزولة دبلوماسيًا، والولايات المتحدة وحدها تتحمل عبء الدفاع عن سياساتها. هذا الواقع يفتح الباب أمام تحركات استراتيجية في الأمم المتحدة، مثل الدفع نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية ككيان قانوني.

لكن هنا يظهر خلاف: هل تكفي الشرعية الدولية وحدها دون أوراق ضغط أخرى؟ المناع يلمح إلى إمكانية إعادة صياغة العلاقات مع واشنطن، بينما يرى عبد الجواد أن بناء قدرات عربية ذاتية هو الضمانة الأساسية.

أما جمالو فيصر على أن التوقيت يجب أن يستغل سياسيًا قبل أن يضيع في خطابات شعبوية بلا أثر.

قمة الدوحة إذن ليست مجرد اجتماع استثنائي، بل مرآة لحظة إقليمية ودولية متوترة. بين الواقعية السياسية لعلي جمالو، والدعوة للاعتماد على الذات لدى عايد المناع، والرؤية الاستراتيجية لجمال عبد الجواد، تتضح خطوط التباين والتلاقي: لا مواجهة عسكرية مباشرة، بل استثمار في الدعم الدولي، مع بناء أوراق قوة عربية على المدى الطويل.

يبقى السؤال المفتوح: هل يملك العرب والإسلاميون الشجاعة السياسية لتجاوز الخطاب الشعبوي، وتبني خطوات مدروسة تعيد رسم التوازن في المنطقة؟ أم أن القمة ستظل مجرد منصة لإصدار بيانات قوية اللهجة سرعان ما تتلاشى أمام حقائق القوة على الأرض؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول ظهور لقاتلة الأطفال الستة وزوجها (صورة)

العاصفة نيوز | 638 قراءة 

وزير الدفاع: المقاومة الوطنية صمام أمان للوطن.. وقادرة على تحرير كل الأراضي

حشد نت | 632 قراءة 

إسرائيل توسّع ضرباتها في اليمن.. تصعيد خطير يُنذر بتفجير الجبهة الإقليمية

مأرب برس | 576 قراءة 

هجوم صنعاء يثير الغضب الدولي: دولة بارزة تكشف موقفها بوضوح

نيوز لاين | 490 قراءة 

رئيس الوزراء سالم بن صالح بن بريك غادر العاصمة المؤقتة عدن متوجها الى السعودية .. مصدر رئاسي يكشف الاسباب ويوضح موقف بن بريك من قرارات اللواء عيدروس الزُبيدي

المشهد الدولي | 461 قراءة 

اغتيـ.ـال قيادي عسـ.ـكري كبير على أيدي مسلحيـ.ـن في هذه المحافظة!

صوت العاصمة | 457 قراءة 

مصيبة الفياغرا !

عدن تايم | 435 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025م

بران برس | 408 قراءة 

ميناء الحديدة يحترق بغارات لطائرات الكيان الاسرائيلي

الميثاق نيوز | 378 قراءة 

عاجل.. دوي انفجارات عنيفة في الحديدة

مأرب برس | 334 قراءة